النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦))
البيان : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ ..) انه الاستفهام الذي لا يتردد في جوابه الا من اسره الهوى. واستعبدته الشهوات. فما الذي يخدعكم من قوتكم. والسماء اشد خلقا منكم. والذي خلقها اقوى منها بالضرورة. هذا من جهة القهر والغلبة لهم.
واما من جهة الخلق والايجاد لهم بعد فنائهم. فكأنه يقول لهم عزوجل : الذي قدر ان يوجد هذه السماء من العدم. ويرفعها فوقكم بلا عمد. هو يعجز عن اعادتكم.
(أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها) فالسماء امام اعينكم من الذي اوجدها غير الله تعالى. ومن الذي رفعها فوقكم بلا دعائم. هل مخلوق يدعي ذلك افلا تبصرون.
والنظرة المجردة العادية تشهد بهذا التناسق البديع. والمعرفة بحقيقة القوانين التي تمسك هذه الاجرام الهائلة في هذا الفضاء. وتنسق بين حركاتها واثارها وتأثراتها. توسع من معنى هذا التعبير. وتزيد في وضوح الحقيقة الهائلة. التي لم يدرك الناس في مكبراتها الهائلة في هذا القرن. الا جانبا ضئيلا منها. وقد وقفوا اتجاهها مبهورين. تغمرهم الدهشة. وتأخذهم الروعة. وتطأطأ رؤوسها عاجزة عن تعليلها بغير افتراض قوة كبرى مدبرة لها قادرة عليها. ولو لم يكونوا من المؤمنين بدين الله الحنيف.
(وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها) وفي التعبير شدة في الايحاء والمعنى يناسب الحديث عن الشدة والقوة. واغطش ليلها اي اظلمه. واخرج ضحاها أي أضاءها. ولكن اختيار الالفاظ يتمشى في تناسق مع السياق