إِسْرائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (٢٤) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥))
البيان : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها) انهم اذن يستحقون الانتقام في الدنيا والاخرة. (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) فياله من هول وتهديد من الجبار العظيم لهذا المخلوق المتمرّد على خالقه ومولاه. ويا له من انتقام لا يطاق لانه يناسب الاجرام.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) وكأنه ايحاء الى الامة المسلمة ان تصبر كما صبر المختارون من بني اسرائيل. وتوقن كما أيقنوا ليكون منهم أئمة للمسلمين. كما كان اولئك أئمة لبني اسرائيل. ولتقرير طريق الائمة المعصومين من أهل بيته من بعد رسول الله ص وآله. وهو الصبر واليقين.
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (٢٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (٢٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (٣٠))
البيان : مصارع الغابرين من القرون تنطق بسنّة الله في المكذبين. وسنة الله ماضية لا تتخلف ولا تحابي. وهذه البشرية تخضع لقوانين ثابتة في نشوئها ودثورها. وضعفها وقوتها.
والقرآن المجيد ينبه الغافلين الى ثبات هذه القوانين. واطراد تلك السنن. ويتخذ من مصارع القرون. وآثار الماضين الدارسة الخربة العبرة. بعد سكانها وايقاظ القلوب والخوف من بطش الله وأخذه للجبارين. كما يتخذ منها معارض لثبات السنن والنواميس.