قيمه (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) ومن ثم فلا بد ان يكون للانسان منهج واحد. وطريق واحد. ووحي واحد. واتجاه واحد. وهو الاستسلام لله وحده. فالقلب الواحد يستحيل ان يعبد الهين. ويخدم سيدين في آن واحد ولا ينهج نهجين. ولا يتجه اتجاهين في آن واحد. وما يفعل شيئا من هذا الا ان يتمزق ويتفرق أشلاء.
(وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ. وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ..) كان الرجل في الجاهلية يقول لامرأته : أنت علي كظهر أمي. أي حرام علي. كما تحرم علي امي. وحينئذ يبتعد عنها فلا يطأها ولا يطلقها تنصرف لحالها فتبقى معلقة. لا تعد مع المتزوجات. ولا مع الخاليات.
وهنا ينصب هذا البلاء على كثير من النساء بمجرد غضبة يغضبها الزوج على زوجته بكلمة واحدة.
فلما جاء الاسلام وفاح عبير عدله المستقيم. رأى المرأة المظلومة في نظرته الاولى فرجع يرفع الخسف عنها. ويسن لها الحقوق ويكافح كل من أراد ظلمها فحرم وأدها وحل تلك القيود عنها فقال (ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ ...) (ان امهاتكم الا اللائي ولدنكم) فقط لا غير (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)
وكان الواحد يأتي بولد غريب فيتبناه ويصبح في بيته كأولاده من صلبه. فجاء الاسلام وانكر ذلك فقال : (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ. وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ).
والله تعالى يقول الحق المطلق الذي لا يلابسه باطل : (وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) الذي لا يغني عنه سبيل آخر من صنع البشر. (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ ... فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ).