وهي علاقة أدبية شعورية ، لا تترتب عليها التزامات محددة. كالتزام التوارث والتكافل (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ. وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ).
وهذه هي السماحة العادلة. التي تتصف بالعدل والرأفة الصحيحة. فالغفران في محله حسن وفي غير محله جريمة. لانه يشجع على ارتكاب الجرائم. (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً).
ولذا قال عزوجل في مسألة عقوبة المجرم (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ).
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦) وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (٨)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٩) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (١٠))
البيان : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) لقد هاجر المهاجرون من مكة الى المدينة. تاركين وراءهم كل شيء. فارين الى الله بدينهم الغالي الثمين مؤثرين عقيدتهم على كل عزيز لديهم. وبهذا ارتفعت موجة من المد الشعوري للعقيدة الجديدة ، تغطي على كل العواطف والمشاعر. والاوضاع والتقاليد. والصلات والروابط. لتجعل العقيدة وحدها هي الوشيجة التي تربط القلوب. وتمزج هذه الوحدات الداخلة في الاسلام. فتجعل منها كتلة حقيقة متماسكة متعاونة. لا بنصوص التشريع. ولا بأوامر الدولة. ولكن بدوافع داخلية. تتجاوز كل ما ألفه البشر في حياتهم العادية. وقامت الجماعة الاسلامية على هذا الاساس.