والتشريع للاسرة يشغل جانبا كبيرا من تشريعات الاسلام. وحيزا ملحوظا من آيات القرآن. والى جوار التشريع كان التوجيه المستمر الى تقوية هذه القاعدة الرئيسية التي يقوم عليها المجتمع. وبخاصة فيما يتعلق بالتطهير الروحي. وبالنظافة في علاقة الجنسين. وصيانتها من كل تبذل. وتصفيتها من عرامة الشهوة. حتى في العلاقات الجسدية المحضة. (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ...)
ان اتقيتن فانتن في مكان لا يشارككن فيه أحد. ولا تشاركن فيه أحدا. فليست المسألة مجرد قرابة من النبي ص وآله. بل لا بد من القيام بحق هذه القرابة. (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ). ينهاهن حين يخاطبن الاغراب من الرجال أن يكن في نبراتهن الخضوع واللين الذي يثير شهوات الرجال ويحرك غرائزهم ويطمع مريض القلب ويهيج رغبته فيهن.
ومن هن اللواتي يحذرهن هذا التحذير. انهن ازواج النبي ص وآله وامهات المؤمنين. اللواتي لا يطمع فيهن طامع. ولا يرف عليهن خاطر مريض فيما يبدو للعقل أول مرة. وفي أي عهد يكون هذا التحذير. في عهد النبي ص وآله. وعهد الصفوة المختارة من أصحابه.
ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول. وتترقق في اللفظ ما يثير الطمع في قلوب الرجال. ويهيج الفتنة في قلوبهم. وان القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة في كل عهد. وفي كل بيئة. وتجاه كل امرأة. ولو كانت هي زوج النبي ص وآله وام المؤمنين. وانه لا طهارة من الدنس ولا تخلص من الرجس حتى تمتنع الاسباب المثيرة من الاساس.