إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٣٥))
البيان : لقد جاء الاسلام فوجد المجتمع العربي ـ كغيره من المجتمعات في ذلك الحين ـ ينظر الى المرأة على أنها أداة متاع. واشباع غريزة. وينظر اليها من ناحية أخرى نظرة هابطة.
كذلك وجد في المجتمع نوعا من الفوضى في العلاقات الجنسية. ووجد نظام الاسرة ملوثا. على نحو ما سبق بيانه فيما مضى. هذا وذلك الى هبوط النظرة الى الجنس. وانحطاط الذوق وتفسخ الاخلاق. والاحتفال بالجسديات العارمة. وعدم الالتفات الى الجمال الرفيع الهادىء النظيف. كل هذا يبدو حول جسد المرأة والازدراء بها بما يقل عن البهيمة.
فلما جاء الاسلام أخذ يرفع من نظرة المجتمع للمرأة ويؤكد الجانب الانساني في علاقات الجنسين. فليست هي مجرد اشباع لجوعة الجسد. واطفاء لغورة اللحم والدم. انما هي اتصال بين كائنين انسانيين من نفس واحدة. بينهما مودة ورحمة. وفي اتصالهما سكن وراحة. ولهذا الاتصال هدف مرتبط بارادة الله تعالى في خلق الانسان. وعمارة الارض وخلافة هذا الانسان فيها بسنة الله.
كذلك أخذ يعنى بروابط الاسرة. ويتخذ منها قاعدة للتنظيم الاجتماعي. ويعدها المحضن الذي تنشأ فيه الرجال والاجيال. وتدرج الابطال والشجعان. ويوفر الضمانات لحماية هذا المحضن وصيانته ولتطهيره كذلك من كل ما يلوث جوه من المشاعر والتصورات.