لقد جاء القرآن المجيد. ليحدد القيم الاساسية في تصور الاسلام للحياة. هذه القيم التي ينبغي ان تجد ترجمتها الحية في بيت النبي ص وآله. وان تنحقق في أدق صورة وأوضحها في هذا البيت الذي كان ـ وسيبقى ـ منارة للمسلمين وتجسيما للاسلام كما أراده الله تعالى أن يكون حتى يفنى الزمان.
ونزلت آيتا التحييز تحددان الطريق ـ اما الرضى واما الفراق ـ اما الحياة وزينتها. واما الله ورسوله والدار الاخرة. فالقلب الواحد لا يسع تصورين للحياة (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ) فليست المسألة أن يكون عنده. أو لا يكون. انما المسألة هي اختيار الله ورسوله والدار الاخرة كلية. أو اختيار الزينة والمتاع. سواء كانت خزائن الارض كلها تحت أيديهن. أم كانت بيوتهن خاوية من الزاد. وقد اخترن الله ورسوله والدار الاخرة ورضين بما هن عليه مهما كان شكله وقدره.
(يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ..)
انها تبعة المكان الكريم الذي هن فيه. وهن زوجات رسول الله ص وآله. وهن امهات المؤمنين. وهذه صفة وتلك كلتاهما ترتبان عليهن واجبات ثقيلة. من مقارفة الفاحشة لضعفين. (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً) والقنوت الطاعة والخضوع. والعمل الصالح هو كل ما يحبه الله تعالى ويقرب عبده اليه. (وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً) مع مضاعفة الاجر لها.
(يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ