بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [٤٢] حيث ينطوي في الآيتين ما قلناه من انطواء الآية التي نحن في صددها على وجوب العدل بين الناس بقطع النظر عن أي اعتبار.
ولقد أورد المفسرون بعض الأحاديث النبوية في سياق هذه الآية في صدد العدل في القضاء والأئمة العادلين والجائرين منها ما رواه أصحاب الكتب الخمسة. ومن ذلك حديث رواه مسلم والنسائي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «إنّ المقسطين عند الله على منائر من نور عن يمين الرحمن عزوجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا» (١). وحديث رواه الترمذي عن النبي صلىاللهعليهوسلم جاء فيه «إنّ أحبّ الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل. وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر» (٢). وحديث رواه الترمذي كذلك عن رسول الله قال «إنّ الله تعالى مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تبرّأ الله منه وألزمه الشيطان» (٣) وهناك أحاديث أخرى من هذا الباب منها حديث رواه أبو داود بسند صالح عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم «من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله على جوره فله الجنة ومن غلب جوره على عدله فله النار» (٤) وحديث رواه أبو داود والترمذي عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار. فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحقّ فقضى به. ورجل عرف الحقّ فجار في الحكم فهو في النار. ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار» (٥) وحديث رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم فيه تعظيم لخطورة مهمة القضاء جاء فيه «من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين» (٦).
__________________
(١) التاج ج ٣ ص ٤٥.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه ص ٥٢.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه ص ٥٣.
(٦) المصدر نفسه.