أورده حديث رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع» (١) وحديث رواه الشيخان عن المغيرة بن شعبة قال «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم نهى عن قيل وقال». وحديث رواه أبو داود جاء فيه : «بئس مطية الرجل زعموا». وهناك أحاديث أخرى يمكن أن تساق في هذا المساق منها حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «إن العبد ليتكلّم بالكلمة ما يتبيّن ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب وفي رواية إنّ العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار» (٢) وحديث رواه الشيخان والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة قال «قال النبي صلىاللهعليهوسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» (٣) وحديث رواه الترمذي والحاكم وأحمد عن علي بن الحسين عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (٤).
وفي الأحاديث تلقين وتأديب نبويان رائعان استلهمناهما من الآية من الشمول والله أعلم.
وكما أوّل بعض المفسرين جملة (وَأُولِي الْأَمْرِ) في الآية [٥٩] من هذه السورة بعلماء الدين وفقهائه أوّلوا الجملة هنا بذلك أيضا. وقالوا إن على الأفراد أن يردوا كل أمر من أمور الدين إليهم ويسيروا وفق ما يستنبطونه من قواعد وأحكام (٥). ولقد علقنا على ذلك ورجحنا أن المقصود بأولي الأمر هم أولو الأمر السياسيون والعسكريون في الدرجة الأولى.
والعبارة القرآنية هنا أكثر صراحة ودلالة على كون المقصود بأولي الأمر هم
__________________
(١) التاج ج ٥ ص ٤٢.
(٢) المصدر نفسه ص ١٨٣.
(٣) المصدر نفسه ص ١٨٦.
(٤) المصدر نفسه ص ١٨٦.
(٥) انظر تفسير الآية في المنار حيث عزي القول إلى الرازي وردّ السيد رشيد رضا عليه ردا قويا محكما.