ولا نتطيب ولا نلبس ثوبا مصبوغا» (١) وهناك أحاديث نبوية تحثّ المرأة على التزين. منها حديث رواه النسائي وأبو داود عن عائشة قالت «إنّ امرأة أومأت من وراء ستر ، بيدها كتاب إلى رسول الله فقبض يده وقال ما أدري أيد رجل أم امرأة. قالت بل يد امرأة قال لو كنت امرأة لغيّرت أظفارك بالحنّاء» (٢) وحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي عن جابر قال «قال النبي صلىاللهعليهوسلم أمهلوا حتى تدخلوا لكي تمتشط الشعثة وتستحدّ المغيبة وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا» (٣). وهذا ما يجعلنا نتوقف أمام الحديث المروي عن عبد الله والذي عزي فيه لعن الواشمات والمتنمصات والمتفلّجات إلا إذا كان قصد بذلك المبالغة حتى يبدو تشويها أكثر منه تزيينا. ولقد روى الطبري «أن رجلا سأل الحسن ما تقول في امرأة قشرت وجهها قال مالها لعنها الله غيّرت خلق الله» حيث ينطوي في هذا صورة لما كان بعض النساء يفعلن في وجوههن بالتنمص أو غيره حتى يقشرنها قشرا. وهناك أحاديث تبيح خضاب اللحية بل تستحبه. منها حديث رواه البخاري وأبو داود عن ابن عمر قال «كان النبي يلبس النعال السبتية ويصفر لحيته بالورس والزعفران» (٤) وحديث رواه أصحاب السنن جاء فيه «قال أبو رميثة أتيت النبي صلىاللهعليهوسلم أنا وأبي وكان قد لطخ لحيته بالحناء» (٥) وحديث رواه هؤلاء أيضا عن أبي ذر قال «قال النبي صلىاللهعليهوسلم إن أحسن ما غيّر به هذا الشيب الحناء والكتم» (٦) وبعضهم يرى حلق اللحية الحديث الشائع هو من تغيير خلق الله. ونحن لا نرى ذلك من ناحيتين : من ناحية الآية التي تربط الشرك وتغيير خلق الله برباط واحد بحيث لا يجوز أن يوصم مسلم يؤمن بالله وحده بالشرك بسبب حلق ذقنه. ومن ناحية الأحاديث لأنها تذكر
__________________
(١) انظر التاج ج ٢ ص ٣٣٠ والحديث يفيد أن ذلك كان مباحا للنساء في غير وقت الحداد.
(٢) التاج ج ٣ ص ١٥٧.
(٣) التاج ج ٢ ص ٢٨٨ و ٢٨٩ أي لا تتعجلوا الدخول في الليل على زوجاتكم وأعطوهن فرصة للتمشط والاستعداد. والاستحداد حلق شعر العانة بالحديدة أي السكينة.
(٤) التاج ج ٣ ص ١٥٧.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) المصدر نفسه.