الملحوظ مرآة اذ يستحيل مرآتية نفس الكلى عن مصاديقه بنحو من التفصيل ولا استفادة الفرد الخاص المشتمل للجهة المشتركة الضمنية عن المفهوم المشترك المخزون بنحو الاستقلال فى الذهن ولو بضميمة دال آخر وح فلا محيص من انكار مفهوم آخر بين اللفظ وهذه الخصوصيات التفصيلية فلا يبقى (١) بازاء اللفظ الا هذه الصور التفصيلية ولا يتبادر منها الا هذا فلا وجه (٢) للالتزام بمعنى آخر غير ملتفت اليه الآبى (٣) عن إراءة هذه الخصوصيات ايضا بنحو التفصيل المنسبق الى الذهن ولو بدال آخر بشهادة الوجدان كما عرفت ، ولعمرى (٤) ان عمدة ما دعاهم على هذا التصوير شهادة وجدانهم على كون من والى وعلى فى موارد استعمالها سنخ واحد وان استفادة الخصوصيات بدال آخر فالتزموا لحفظ الوحدة السنخية لمعنى كلى مستقل وجعل ذلك مرآة الى الحالة الطارية على السير والبصرة وغفلوا (٥) عن ان المفهوم الكلى المعرى عن الخصوصية يستحيل ان يرى الخصوصية
______________________________________________________
وعلى الاول وان كان لا يلزم عليه هذا المحذور إلّا انه يلزمه عدم انسباق الروابط الخاصة فى موارد استعمالها بعد عدم امكان جعل المفهوم الكلى بما هو كلى مرآة لملاحظة الروابط الذهنية الخاصة وهو كما ترى خلاف الوجدان.
(١) اشارة الى الشق الثانى المتقدم.
(٢) اشارة الى الشق الاول المتقدم.
(٣) ومن آثارها كونها غير ملتفت اليها لزوم صرف جميع التقيدات عن مدلول الهيئة وارجاعها تماما الى المادة والمتعلق وهو كما ترى خلاف الوجدان كما سيجيء فى محله.
(٤) ثم ذكر قدسسره السبب الاساسى لذهابهم الى هذا القول وملخصه ان المعان الحرفية بالوجدان على نسق واحد فى مرحلة الاستعمال والخصوصيات انما يستفاد من دال آخر وانه فى بعض موارد استعمال الحروف كالمثال المتقدم ينسبق الخصوصيات الى الذهن وفى بعض الموارد يستعمل فى المعنى الكلى فان كلا من الاستعمالين بلا عناية وعلى اى فمن اجل هذه الوحدة السنخية بين معانى الحروف التزموا لمعنى كلى مستقل ويكون ذلك مرآة الى النسبة باعتبار الحالة الطارية على السير والبصرة من الابتداء والانتهاء ونحوهما او الأينية فى الدار.
(٥) يشير الى ما تقدم من ان الكلى لا يكون مرآة الا الى القدر المشترك بين الافراد لا الخصوصيات.