قوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (٤٣) : أى : مع المصلّين أهل الإسلام ، أمرهم أن يدخلوا في دين رسول الله.
قوله : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) : أى : وتتركون العمل بما تأمرون به (وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ) : بخلاف ما تفعلون (أَفَلا تَعْقِلُونَ) (٤٤) : ما تأمرون به؟! يعني أحبار اليهود والمنافقين.
قوله : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) : قال الحسن : استعينوا بالصبر على الصلاة وعلى الدين كلّه ، فخصّ الصلاة [لمكانها] (١) من الدين. وقال بعضهم : الصبر هاهنا الصوم. وقال بعضهم : استعينوا على الدنيا بالصبر والصلاة.
قوله : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ) : أى : لثقيلة ، يعني الصلاة. (إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (٤٥) : والخشوع هو الخوف الثابت في القلب. وقال بعضهم : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) أى : إلّا على المتواضعين ، وهو كقوله : (وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) (٩٠) [الأنبياء : ٩٠] أى : متواضعين.
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ (٢) أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) (٤٦) : يعني البعث.
قوله : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) : وهي مثل الأولى.
(وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) (٤٧) : يعني عالم زمانهم ، ولكل زمان عالم.
قوله : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) أى : لا تفديها. (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) : لأنّ الشفاعة لا تكون إلّا للمؤمنين (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) : أى : فداء ، كقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) أى : من فضّة وذهب (وَمِثْلَهُ
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة : ٨.
(٢) جاء في تفسير الطبري ج ٢ ص ١٧ ـ ١٨ ، : «إنّ العرب قد تسمّي اليقين ظنّا والشكّ ظنّا ، نظير تسميتهم الظلمة سدفة ، والضياء سدفة ، والمغيث صارخا والمستغيث صارخا ، وما أشبه ذلك من الأسماء التي تسمّي بها الشيء وضدّه. وممّا يدلّ على أنّه يسمّى به اليقين قول دريد بن الصّمّة :
فقلت لهم ظنّوا بألفي مدجّج |
|
سراتهم في الفارسيّ المسرّد |
يعني بذلك : تيقنوا ألفي مدجّج تأتيكم».