ليوم لا شكّ فيه ، وهو يوم القيامة : (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٩).
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ) : أى لن تنفعهم (أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) (١٠) : أى : حطب النار. هو مثل قوله : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) (٨٨) [الشعراء : ٨٨].
قوله : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : الدأب : العادة والحال. (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) (١١) : يعني ما أهلك به الأمم السالفة حين كذّبوا رسلهم.
وقال بعضهم : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) أى : كفعل آل فرعون والذين من قبلهم. وقال الحسن : هذا مثل ضربه الله لمشركي العرب ؛ يقول : كفروا وصنعوا كصنيع آل فرعون (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الكفّار (كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ) ، وهو عذابه أتاهم حين كذّبوا رسله.
قال : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) (١٢) : أى : بئس الفراش. وقال في آية أخرى : (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) [الأعراف : ٤١] وقال في آية أخرى : (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) [الزمر : ١٦] ؛ وهو واحد كلّه. وقال الحسن : فهزمهم الله يوم بدر وحشرهم إلى جهنم (١).
قوله : (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا) : وهما فئتا بدر ، فئة المؤمنين ، وفئة مشركي العرب في تفسير الحسن ومجاهد وغيرهما. فقال : (فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) : يعني النبيّ عليهالسلام وأصحابه (وَأُخْرى كافِرَةٌ) : يعني المشركين (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) : قال الحسن : يقول : قد كان لكم أيّها المشركون آية في فئتكم وفئة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه إذ ترونهم مثليهم رأي العين لما أراد الله أن يرعب قلوبهم [ويخذلهم] (٢) ويخزيهم ، وكان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم الملائكة وجبريل ، بما أراد الله (٣).
__________________
(١) كذا في ز : «وحشرهم ...». وفي ق وع ود : «فذلك حشرهم إلى جهنم».
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٤٣.
(٣) كذا في ق وع ود : «بما أراد الله» أى : لّما أراد الله أن يرعب قلوبهم ويخذلهم ويخزيهم بما أراد.