قوله : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) : أى من هذا الذي ذكر من متاع الحياة الدنيا. (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : ذكروا عن أنس بن مالك قال : أنهار الجنّة تجري في غير أخدود : الماء واللبن والعسل والخمر ؛ وهو أبيض كلّه ؛ فطينة النهر مسك أذفر ، ورضراضه الدرّ والياقوت ، وحافّاته قباب اللؤلؤ.
قوله : (خالِدِينَ فِيها) : أى لا يموتون ولا يخرجون منها.
قوله : (وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) : أى مطهّرة من الإثم والأذى. قال الحسن : ومن مساوئ الأخلاق. ذكروا عن الحسن أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نساء أهل الجنّة : لا يحضن ولا يلدن ولا يمتخطن ولا يبلن ولا يقضين حاجة إلّا حاجة ليس فيها قذر (١).
قوله : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (١٥) : ذكروا عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة ورأوا ما فيها قال لهم : لكم عندي أفضل من هذا. قالوا : ربّنا ليس شيء أفضل من الجنّة. قال : بلى ، أحلّ عليكم رضواني (٢).
قوله : (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ) (١٦) : أى : واصرف عنّا عذاب النار.
قوله : (الصَّابِرِينَ) : صبروا صبرا على طاعة الله وعن محارمه (وَالصَّادِقِينَ) : قال بعضهم : صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم ، فصدقوا في السرّ والعلانية. (وَالْقانِتِينَ) : وهم المطيعون لله. (وَالْمُنْفِقِينَ) : وهم المنفقون أموالهم في حقّها. (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) (١٧) : وهم أهل الصلاة (٣). قال الحسن : هل يستوي هؤلاء
__________________
(١) انظر ما سلف من هذا الجزء ، تفسير الآية ٢٥ من سورة البقرة. وانظر الطبري في تفسيره ج ١ ص ٣٥٩ ، وتفسير ابن كثير ج ١ ص ١١٠.
(٢) في المخطوطات الثلاث : «بلى ، أجل ، لكم رضواني» ، وهو تصحيف صوابه ما أثبتّه ، والحديث متّفق على صحّته ، رواه البخاري ومسلم عن. أبي سعيد الخدريّ ؛ رواه البخاري في كتاب الرقائق ، باب صفة الجنّة ولفظه : «... قالوا : يا ربّ ، وأيّ شيء أفضل من ذلك؟ فيقول : أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا».
(٣) وقع في ق ، وع ، ود اضطراب في تفسير هذه الآية بالتقديم والتأخير صحّحته وجعلت كلّ لفظ مع ما يناسبه حسبما جاء في ز.