يُبايِعُونَ اللهَ) [الفتح : ١٠].
قوله : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) : أى عن دينه (فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) (٢٢).
قوله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً) : أى : اختار آدم ونوحا للبلاغ عن الله الرسالة (وَآلَ إِبْراهِيمَ) : يعني إبراهيم وولده وولد ولده (وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) : قال بعض المفسّرين : أى في النية والإخلاص والعمل الصالح والتوجيه له. (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣٤).
(إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣٥) : قال مجاهد : محرّرا للمسجد يقوم عليه (١).
قال الحسن : ألهمت ذلك حتّى علمت أنّه لله رضا ، فنذرت وسألت الله أن يتقبّل ذلك منها.
وقال بعضهم : كانت امرأة عمران حرّرت لله ما في بطنها ، وكانوا يحرّرون الذكور. وكان المحرّر إذا حرّر يكون في المسجد لا يبرحه ، يقوم عليه ويكنسه. وكانت المرأة لا يستطاع أن يصنع ذلك بها لما يصيبها من الأذى ، يعني الحيض (٢).
قوله : (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) : وهي تقرأ على وجه آخر : وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَت. فمن قرأها بالسكون فهو من قول الله ، ومن قرأها بالرفع فهو من قولها. قال : (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى).
قال الكلبيّ : كانت امرأة عمران قد دخلت في السّنّ ، ولم يكن لها ولد ، فحملت ، فجعلت ما في بطنها محرّرا لبيت المقدس. ولم يكن يحرّر في ذلك الزمان إلا الغلمان ، فحرّرته قبل أن تعلم ما هو ، فقال لها زوجها : ويحك ما صنعت؟ أرأيت لو كان أنثى ، وعورة المرأة ما قد علمت ، ما تصنعين؟ فلم تزل في همّ ممّا قال لها زوجها حتّى وضعت ، فقالت : (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ
__________________
(١) أورد ابن جرير الطبريّ الخبر في تفسيره ج ٦ ص ٣٣١ من عدّة طرق بلفظ «محرّرا للكنيسة» تارة ، و «محرّرا للبيعة» تارة أخرى ، ولم يرد في أى رواية له لفظ «المسجد» كما هو هنا.
(٢) جاء في ق ، وع ، ود بعد «يعني الحيض» مايلي : «فعند ذلك قالت (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى)». ولا وجه لهذه الجملة هنا ، لأنّ قولها هذا كان بعد الوضع عند ما علمت أنّها وضعت أنثى.