وقال بعضهم : (وَجْهَ النَّهارِ) : أوّل النهار ، صلاة الصبح. (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أى : يدعون دينهم ويرجعون إلى الذي أنتم عليه.
قوله : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) : يقوله بعضهم لبعض ، أى : ولا تصدّقوا إلّا لمن تبع دينكم فأخذ به. (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) : أى إنّ الدين دين الله ، وهو الإسلام. قال : (أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ) : إنّما قالوا لأصحابهم اليهود ؛ قال يهود خيبر ليهود المدينة : (لا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) ، فإنّه لن يؤتى أحد مثلما أوتيتم (أَوْ يُحاجُّوكُمْ) : بمثل دينكم أحد (عِنْدَ رَبِّكُمْ). فقال الله : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) ، وقال : (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ) : وفضل الله الإسلام (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٧٣) : أى واسع لخلقه ، عليم بأمرهم. (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ) : أى : بدينه وهو الإسلام (مَنْ يَشاءُ) : وهم المؤمنون (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٧٤).
وقال بعضهم : يقول لليهود : لّما أنزل الله كتابا مثل كتابكم وبعث نبيّا مثل نبيّكم [حسدتموهم على ذلك] (١). ثمّ قال للنبيّ عليهالسلام : (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ).
وقال مجاهد : (أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ) تقوله اليهود حسدا أن تكون النبوّة في غيرهم ، وأرادوا أن يتابعوا على دينهم (٢).
قوله : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) : يعني من آمن منهم. قال بعضهم : كنّا نحدّث أنّ القنطار مائة رطل من الذهب ، أو ثمانون ألفا من الورق. قال : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً) : بالطلب ، أى إلّا ما طلبته واتّبعته. قال الكلبيّ : إن سألته حين تعطيه إيّاه ردّه إليك ، وإن أنظرته به أيّاما ذهب به.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) : قال الحسن : يعنون بالأمّيّين
__________________
(١) زيادة يقتضيها سياق الكلام ، وهي موجودة في تفسير الطبري ، ج ٦ ص ٥١٤ ، والقول لقتادة.
(٢) وردت هذه العبارة مضطربة في المخطوطات ؛ ففي ق ، وع ، ود : «أن يثبتوا على دينهم». وهو تصحيف صوابه من تفسير الطبري ج ٦ ص ٥١٢ : «أن يتّبعوا» أو : «أن يتابعوا على دينهم» كما في تفسير مجاهد ، ص ١٢٩.