رازقكم ؛ كقوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [الزخرف : ٨٧] ، وكقوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (٩) [الزخرف : ٩]. وقال في آية أخرى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٦٣) [سورة العنكبوت : ٦٣](وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [العنكبوت : ٦١].
قوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) : أى في شكّ (مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) : على نبيّنا محمّد (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) : أى : من مثل هذا القرآن (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) : فيشهدوا أنّه مثله (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢٣) : بأنّ هذا القرآن ليس من كلام الوحي (١) ، وذلك أنّ اليهود قالت : إنّ هذا ليس من كلام الوحي.
قال : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) : أى : فإن لم تستطيعوا (وَلَنْ تَفْعَلُوا) : أى ولن تقدروا على ذلك ولا تفعلونه ، أى : ولا تستطيعونه. وهذا الحرف يثبت أنّ الاستطاعة مع الفعل ، كقول الحواريّين : (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) [المائدة : ١١٢] أى : هل يفعل ربّك. ثمّ قال : (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (٢٤) : من كافر مشرك ، أو كافر منافق. وهو كفر فوق كفر ، وكفر دون كفر. والحجارة من كبريت يفور دخانه ونتنه ، فلا يزالون في نتن وغمّ.
قوله : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : ذكروا عن أنس بن مالك خادم رسول الله قال : أنهار الجنّة تجري في غير أخدود : الماء واللبن والعسل والخمر ، وهو أبيض كلّه ؛ فطينة النهر مسك أذفر ، ورضراضه الدرّ والياقوت ، وحافاته قباب اللؤلؤ.
قوله : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) : أى في الدنيا ، يعرفونه بأسمائه. وقال بعضهم : كلّما أتوا منه بشىء فأكلوه ، ثمّ أتوا بعد بغيره ، قالوا : (هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) ، أى : يشبّهونه به في طعمه ولونه ورائحته. قوله : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) : قالوا : خيارا كلّه ، لا رذل فيه. وقال الكلبيّ : متشابها في المنظر مختلفا في المطعم.
__________________
(١) كذا في ق وع ود : «من كلام الوحي» ، وفي ز : «من كلام الله».