(لَهُ بابٌ باطِنُهُ) باطن السور أو الباب (فِيهِ الرَّحْمَةُ) بالجنّة للمؤمنين (وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ) من جهته (الْعَذابُ) بالنّار للمنافقين.
[١٤] ـ (يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) أي موافقين لكم ظاهرا (قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) بالنفاق (وَتَرَبَّصْتُمْ) بالمؤمنين الدّوائر (وَارْتَبْتُمْ) وشككتم في الدّين (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) الآمال الطّول (حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ) الموت (وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) الشيطان أو الدنيا.
[١٥] ـ (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ) وقرأ «ابن عامر» بالتّاء (١) (مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) فداء (وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) علانية (مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ) اولى بكم (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) هي.
[١٦] ـ (أَلَمْ يَأْنِ) أما حان (لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ).
قيل : لمّا قدم الصّحابة المدينة ، أصابوا نعمة وريفا (٢) فتغيروا عمّا كانوا عليه فنزلت (٣) (وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) (٤) عطف لأحد وصفي القرآن على الآخرة وخفّفه «نافع» و «حفص» (٥) (وَلا يَكُونُوا) عطف على «تخشع» أو نهي ويعضده قراءة «رويس» بالتاء (٦) (كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) المدّة بطول أعمارهم أو ما بينهم وبين أنبيائهم (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن دينهم.
[١٧] ـ (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) تذكير بالبعث ، حثّا على الخشوع وزجرا عن القسوة.
__________________
(١) حجة القراءات : ٧٠٠.
(٢) الريف : أرض فيها زرع وخصب.
(٣) قاله محمّد بن كعب ـ كما في تفسير مجمع البيان ٥ : ٢٣٨.
(٤) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «نزل» بالتخفيف ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.
(٥) حجة القراءات : ٧٠٠.
(٦) نقله الطبرسي في تفسير مجمع البيان ٥ : ٢٣٨.