من صديدهم فإنّهم يذوقونه ـ وشدّده «حفص» و «الكسائي» ـ (١) جوزوا بذلك.
[٢٦] ـ (جَزاءً وِفاقاً) موافقا ، أو ذا وفاق لأعمالهم في القبح والفظاعة ثمّ بيّنها بقوله :
[٢٧] ـ (إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ) لا يتوقعون أو لا يخافون (حِساباً) لإنكارهم البعث.
[٢٨] ـ (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) الّتي أتت بها الرّسل أو القرآن (كِذَّاباً) تكذيبا ، واطّرد فعّال مشدّدا بمعنى تفعيل في فصيح الكلام.
[٢٩] ـ (وَكُلَّ شَيْءٍ) نصب بفعل يفسّره : (أَحْصَيْناهُ كِتاباً) مصدر ل «أحصيناه» لتضمّنهما معنى الضّبط ، أو لفعله المقدّر أو حال أي مكتوبا في اللوح ، أو صحف الحفظة ، والجملة معترضة أو حال ، ثمّ رتّب على كفرهم وتكذيبهم على الالتفات قوله :
[٣٠] ـ (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) لاستمراره فهو متزايد ابدا.
[٣١] ـ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) فوزا أو مكانه.
[٣٢] ـ (حَدائِقَ) بساتين بدل أو بيان ل «مفازا» (وَأَعْناباً) تخصيصه لفضله.
[٣٣] ـ (وَكَواعِبَ) جواري تكعّبت ثديهنّ (أَتْراباً) لدات.
[٣٤] ـ (وَكَأْساً دِهاقاً) مملوءة مترعة.
[٣٥] ـ (لا يَسْمَعُونَ فِيها) في الجنّة (لَغْواً) قولا ساقطا (وَلا كِذَّاباً) تكذيبا من بعض لبعض ، وخفّفه «الكسائي» (٢) أي كذبا أو مكاذبة.
[٣٦] ـ (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ) أي جازاهم على تقواهم بذلك جزاء (عَطاءً) بدل من «جزاء» أو مفعوله (حِساباً) كافيا ، من أحسبته اي كفيته ، حتّى قال حسبي ، أو على حسب أعمالهم أو كثيرا.
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٣٦٠ و ٢٣٢.
(٢) حجة القراءات : ٧٤٦.