ويفيد عدم خلوّ الزّمان من حجة لله في خلقه ، ولم يذكر البشير لدلالة قرينه عليه ولسبق ذكره ، ولأنّ الإنذار أشدّ تأثيرا.
[٢٥] ـ (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات المصدقة لهم (وَبِالزُّبُرِ) كصحف ابراهيم (وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) كالتوراة والإنجيل ، أو أريد بهما واحد والعطف لاختلاف الوصفين.
[٢٦] ـ (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) إنكاري بتدميرهم ، وأثبت «ورش» «الياء» وصلا (١).
[٢٧] ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا) التفات الى التّكلّم (٢) (بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها) أصنافها أو هيئاتها من صفرة وحمرة وغيرهما (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ) جمع «جدة» : الخطة والطّريقة أي خطط وطرائق (بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها) بالشدّة والضعف (وَغَرابِيبُ) عطف على «جدد» أي ومنها شديدة السواد لا خطط فيها : وهي تأكيد لمضمر يفسّره (سُودٌ) إذ التأكيد متأخّر عن المؤكد.
[٢٨] ـ (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ) كاختلاف الثمار والجبال (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) العارفون به ، لا الجهلاء.
وفي الحديث «أعلمكم بالله أخوفكم له» (٣) وقصد حصر الفاعليّة فقدم المفعول (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) في انتقامه من أعدائه (غَفُورٌ) لزلات أوليائه.
[٢٩] ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) يقرءون القرآن أو يتّبعونه بالعمّل بما فيه (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) المسنون والمفروض (يَرْجُونَ تِجارَةً) كسب ثواب بذلك خبر «إنّ» (لَنْ تَبُورَ) لن تكسد ولن تهلك.
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢١٣.
(٢) في «ج» : المتكلّم.
(٣) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٠٧.