قرأ بخفض الرسول ، وقال الاعرابي برئت من رسول الله ، فأنكر عليه الإمام وأرشده إلى الصواب وهو النصب ، ثمّ رسم لأبي الأسود صناعة النحو (١).
هذه بعض الأسباب التي حفّزت الإمام إلى وضعه لعلم النحو وتأسيسه له.
القواعد التي وضعها الإمام عليهالسلام :
وذكر المؤرّخون أنّ الإمام عليهالسلام دفع إلى أبي الأسود رقعة مكتوبا فيها :
« الكلام كلّه : اسم ، وفعل ، وحرف ، فالاسم من أنبأ عن المسمّى ، والفعل ما أنبئ به ، والحرف ما أفاد معنى. واعلم أنّ الأسماء ثلاثة : ظاهر ومضمر ، واسم لا ظاهر ولا مضمر ... ».
ثمّ وضع أبو الأسود بابي العطف والنعت ، ثمّ بابي التعجّب والاستفهام إلى أن وصل إلى باب إنّ وأخواتها ما خلا لكن ، فلمّا عرضها على الإمام أمره بضمّ لكن إليها ، وكلّما وضع بابا من أبواب النحو عرضه عليه (٢).
وفي رواية أنّ أبا الأسود دخل على عليّ فوجده مطرقا مفكّرا ، فسأله عن سبب ما به ، فذكر له أمر اللحن وما فشا من الخطأ في ألسنة الناس ، وأنّه يريد أن يضع كتابا في اصول العربية ، فانصرف عنه وهو مغموم فألقى الإمام عليه رقعة كتب فيها :
« الكلام كلّه : اسم ، وفعل ، وحرف ، فالاسم من أنبأ عن المسمّى ، والفعل ما أنبئ به ، والحرف ما أفاد معنى ـ أي في غيره ـ ... ».
ثمّ أمره أن ينحو نحوه وأن يزيد عليه ، فجمع أبو الأسود أشياء وعرضها عليه فكان من ذلك حروف النصب كان منها : إن وأن وليت ولعلّ وكأنّ ، ولم يذكر « لكنّ »
__________________
(١) الخصائص ٢ : ٩.
(٢) النزهة ـ ابن الأنباري : ٤. ضحى الإسلام ٢ : ٢٨٥.