يفضي (١) كإفضاء الدّيكة ، ويؤرّ (٢) بملاقحه أرّ الفحول المغتلمة (٣) للضّراب أحيلك من ذلك على معاينة (٤) ، لا كمن يحيل على ضعيف إسناده.
ولو كان كزعم من يزعم أنّه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه (٥) ، فتقف في ضفّتي جفونه ، وأنّ أنثاه تطعم ذلك ، ثمّ تبيض لا من لقاح فحل سوى الدّمع المنبجس ، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب (٦)! تخال قصبه مداري من فضّة ، وما أنبت عليها من عجيب داراته ، وشموسه خالص العقيان ، وفلذ الزّبرجد (٧).
فإن شبّهته بما أنبتت الأرض قلت : جنى جني من زهرة كلّ ربيع (٨).
__________________
(١) يفضي : أي يسافد انثاه كما تسافد الديكة.
(٢) يؤر : أي يأتي انثاه بملاقحة فيفرز فيها مادة تناسله.
(٣) المغتلمة : من اغتلم ، أي غلبة الشهوة.
(٤) أي أحيلك إلى معاينة الطاوس فتجد ذلك صدقا على ما أقول.
(٥) تسفحها : أي ترسلها مدامعة ، وقد أبطل الإمام دعوى من يقول إنّ انثاه تلد لا من لقاح فحل.
(٦) المراد من كلامه عليهالسلام أنّه لو صحّ ما ذكروه في الطاوس من أنّ تلقيحه يكون بانتقال الماء في جوف الذكر إلى الانثى عند ما تترشفه لجرى ذلك في الغراب أيضا ، وذلك لشبهه للطاوس بذلك ، ومنشأ الزعم في الغراب إخفاؤه لسفاده حتى ضرب به المثل فقيل أخفى من سفاد الغراب.
(٧) القصب : جمع قصبة ، هي عمود الريش. المداري : جمع مدرى ، وهو آلة مصنوعة من حديد أو خشب على شكل أسنان المشط يسرّح بها الشعر. الدارات : هالة القمر. العقيان : الذهب الخالص.
(٨) جنى : أي جمع من كلّ زهر لونا.