أمّا الإخبار بالمغيّبات والملاحم التي تحقّقت بعد ذلك على مسرح الحياة فإنّها من مختصّات الأنبياء وأوصيائهم ؛ لأنّها تكون شاهد صدق على نبوّتهم ، وآية واضحة على رسالتهم ، وقد أخبر الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كثير من الامور التي ستتحقّق من بعده ، وفعلا قد تحقّقت ، وكان من بين ما أخبر به ما يلي :
١ ـ أنّه أخبر يوم الخندق بفتح الشام وفارس واليمن ، وتحقّق جميع ذلك في حياته وبعد وفاته ، فقد رف لواء الإسلام على هذه المناطق ، وارتفعت فيها كلمة التوحيد ، وأقبرت الأفكار الجاهلية وعاداتها.
٢ ـ أحاط وصيّه وباب مدينة علمه الإمام عليهالسلام علما بشهادته ، أنّه يقتله شبيه عاقر ناقة صالح ، ولم تمض السنون حتى عمّمه المجرم الأثيم ابن ملجم بالسيف ، وهو ماثل بين يدي الله تعالى ، وذكره سبحانه بين شفتيه.
٣ ـ أخبر سيّدة نساء العالمين بضعته فاطمة الزهراء عليهاالسلام أنّها أوّل أهل بيته لحوقا به ، ولم تمض إلاّ أيام حتى التحقت به.
٤ ـ أخبر المسلمين بشهادة ولده وريحانته الإمام الحسين على صعيد كربلاء ، وفعلا فقد استشهد أبو الأحرار في كربلاء بأيدي الطغمة الحاكمة من بني اميّة.
٥ ـ أخبر نساءه بأن إحداهنّ تكون صاحبة الجمل الأدبب ، وتنبحها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها ويسارها قتلى كثيرة ، وفعلا فقد خرجت عائشة على وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخيه ونفسه ، مطالبة بدم عثمان الذي أفتت بكفره ومروقه من