بقدمك هذا على جبهته وخدّيه ..
وبقي ميثم مع المختار في السجن ، ولم يمض مزيد من الوقت حتى تشفّع في المختار عبد الله بن عمر إلى يزيد في إطلاق سراحه لأنّه كان زوجا لاخت المختار ، فشفّعه فيه يزيد وكتب إلى ابن زياد بإطلاق سراحه ، وكان قد عزم على قتله فأخرجه من السجن ، وأمره بالخروج من الكوفة ، ثمّ اخرج ميثم وقال له بعنف :
لأمضين حكم أبي تراب فيك ..
فأخذته الجلاوزة وجاءوا به إلى الخشبة التي عيّنها الإمام ليصلب عليها ، فلمّا رآها ميثم تبسّم وخاطبها قائلا :
لي خلقت ولي غذيت ..
ورفعته الجلاوزة على الخشبة ، فاجتمع الناس حوله ، فجعل يحدّثهم بفضائل الإمام وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس ، ويذكر مخازي ومساوئ بني اميّة ، فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد ، فأمر بلجمه.
فكان أوّل شخص الجم في الإسلام ، فلمّا كان اليوم الثاني فاضت منخراه دما ، وفي اليوم الثالث طعن بحربة فاستشهد صابرا محتسبا.
لقد تحقّق جميع ما أخبر به الإمام عليهالسلام في شأنه ، رحم الله ميثم يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا.
٣ ـ رشيد الهجري رضياللهعنه :
أمّا رشيد الهجري فهو من أفاضل أصحاب الإمام عليهالسلام ومن أكثرهم إيمانا ومعرفة به ، وكان الإمام يسمّيه « رشيد البلايا » ، وقد أحاطه علما بما يجري عليه من بعده من صنوف التنكيل ، وقد روت ابنته قنوة قالت : سمعت أبي يقول :
قال لي أمير المؤمنين :