ألا يا حجر حجر
بن عديّ |
|
تلقتك السلامة
والسرور |
أخاف عليك ما
أردي عديّا |
|
وشيخا في دمشق
له زئير |
ألا يا ليت حجرا
مات موتا |
|
ولم ينحر كما
نحر البعير |
فإن تهلك فكلّ
عميد قوم |
|
إلى هلك من
الدنيا يصير (١) |
وانتهت القافلة التي تقلّ خيرة الصحابة إلى مرج عذراء ، فلمّا عرف حجر أنّه بهذه القرية رفع صوته قائلا : « والله إنّي لأوّل مسلم نبحته كلابها ، وأوّل مسلم كبّر بواديها » (٢).
وتقدّم البريد بأخبارهم إلى الطاغية ابن هند ففرح لأنّه أخذ ثأره من أنصار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأرسل إليهم رجلا أعور فأمره بإعدامهم إن لم يتبرّءوا من وصي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وباب مدينة علمه ، فلمّا رآه بعضهم قال متشائما : إن صدق الزجر (٣) فإنّه سيقتل نصفنا ، وينجو الباقون ، فقيل له : وكيف ذاك؟ فقال : أما ترون الرجل مصاب بإحدى عينيه.
وقدّم الجلاد الحقير فقال لحجر : إنّ أمير المؤمنين أمرني بقتلك يا رأس الضلال ، ومعدن الكفر والطغيان ، والمتولّي لأبي تراب ، وقتل أصحابك إلاّ أن ترجعون عن كفركم ، وتلعنوا صاحبكم وتتبرّءون منه. فانبرى إليه حجر كالأسد فقال مستهينا بالموت وساخرا من الحياة :
إنّ الصبر على حدّ السيف لأيسر علينا ممّا تدعوننا إليه ، ثمّ القدوم على الله وعلى نبيّه وعلى وصيّه أحبّ إلينا من دخول النار (٤).
__________________
(١) مروج الذهب ٢ : ٣٠٧.
(٢) الكامل في التاريخ ٣ : ٦٩٢.
(٣) الزجر : الحدس.
(٤) مروج الذهب ٣ : ١٣.