فقال رجل : والله لا يقول ذلك أحد إلاّ ابرنا عترته ، فقال عليهالسلام :
« اذكر الله ، وأنشد أن يقتل منّي إلاّ قاتلي » (١).
٣ ـ روى أبو الطفيل قال : لمّا دعا عليّ الناس إلى البيعة أتاه عبد الرحمن بن ملجم المرادي مرّتين أو ثلاثا ، ثمّ قال : « أين أشقاها؟ أما والّذي نفسي بيده لتخضبنّ هذه من هذه » ، أي لحيته من دم رأسه (٢).
٤ ـ عن ابن الطفيل قال : شهدت جنازة أبي بكر يوم مات ، وشهدت عمر حين بويع ، وعلي عليهالسلام جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر.
فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت أعلم هذه الامّة بكتابهم وأمر نبيّهم.
قال : فطأطأ عمر رأسه.
فقال له الغلام : إيّاك أعني ، وأعاد عليه القول.
فقال له عمر : ما ذاك؟
قال : إنّي جئتك مرتادا لنفسي ، شاكّا في ديني.
فقال : دونك هذا الشاب.
قال : ومن هذا الشاب؟
قال : عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أبو الحسن والحسين وزوج فاطمة بنت رسول الله ، فأقبل اليهودي على عليّ بن أبي طالب فقال :
أكذلك أنت؟
قال : « نعم ».
__________________
(١) اسد الغابة ٤ : ٣٤.
(٢) المحن : ٩٦.