يصلّي ، وقد نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قتل المصلّين ، وقفل راجعا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له :
« ما فعلت؟ ».
قال : كرهت أن أقتله وهو يصلّي ، وقد نهيت عن قتل المصلّين ، فندب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه ثانيا ، فانبرى عمر وقال : أنا فمضى إليه فوجده واضعا جبهته لله فكره أن يقتله ، فرجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال له : « مهيم؟ » (١) قال عمر : وجدته واضعا جبهته لله فكرهت أن أقتله ، فندب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى قتله ، فانبرى إليه الإمام عليهالسلام فوجده قد خرج ، فأقبل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبره بخروجه ، فقال :
« لو قتل ما اختلف من أمّتي رجلان » (٢).
لقد انطوت نفس ذي الثدية على الكفر ، وكان إسلامه ظاهريا ، وقد تمرّد على الإمام عليهالسلام الذي هو نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حسبما دلّت عليه آية المباهلة ، فقد أعلن العصيان المسلّح على حكومة الإمام عليهالسلام في حرب النهروان ، وهو من أعلام الخوارج ، ولمّا انتهت الحرب ، وسقطوا قتلى في أرض المعركة طلب الإمام من أصحابه أن يلتمسوا له ذا الثدية ، فبحثوا عنه فلم يجدوه فأخبروا الإمام بذلك ، فأمرهم ثانيا بالبحث عنه قائلا :
« ما كذبت ولا كذّبت على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّه لناقص اليد ليس فيها عظم ، في طرفها حلمة مثل ثدي المرأة ، عليها خمس شعرات أو سبع ، رءوسها مقصعة ».
__________________
(١) كلمة استفهام معناها ما حالك أو ما حدث لك أو ما الخبر؟
(٢) النص والاجتهاد : ١١٨ ، الطبعة السابعة ، نقلا عن امّهات المصادر الإسلامية.