وكيف كان فالامر سهل.
واما المقدمة العلمية فتارة يكون من قبيل الشبهة المحصورة ، لتوقف اجتناب النجس المعلوم تحققه بين الاطراف ، على اجتناب الاطراف ، ومعلوم ان ذلك من الوجوب العقلى الثابت للعلم الذى هو ذو المقدمة ولا يرتبط بمحل البحث ، واخرى يكون من قبيل الفحص الذى هو مقدمة للتعلم فان كان التعلم واجبا نفسيا كما هو مختار صاحب المدارك قده (١) كان الفحص مقدمة وجود لا مقدمة علمية ، وان كان واجبا للغير كان الفحص مثله مقدمة لحصول العلم الذى هو ذو المقدمة فكان ذلك مقدمة وجود ايضا ، وان كان اعتبر طريقا الى الواقع فيخرج ذلك عن المقدمة العلمية فى جميع الفروض.
«فى تقسيم المقدمة الى سبب وشرط وعدم المانع»
ومنها تقسيمها الى سبب وشرط وعدم المانع ، وعرف السبب بأنه ما يلزم من وجوده الوجود ، وعرف الشرط بأنه ما يلزم من عدمه العدم ، وعرف المانع بأنه ما يلزم من وجوده العدم.
وربما يستشكل فى تعريف السبب بأنه غير جامع ، لعدم شموله للسبب المقرون مع المانع فانه لا يلزم من وجوده الوجود ، ومن ثم قيده بعضهم (٢) بقيد لذاته تخلصا من هذا الاشكال ، ومع ذلك هو غير سالم من الاشكال لانتقاضه بالجزء الاخير من العلة التامة فانه يلزم من وجوده الوجود ، مع ان ذلك الجزء الاخير ربما لا يكون من قبيل الاسباب فلا يكون التعريف حينئذ مانعا.
__________________
(١) ـ كما نسب اليه شيخنا العلامة الانصارى قده فى الرسائل ص : ٣٠٣.
(٢) ـ هو المحقق القمى فى القوانين ص : ١٠٠.