المطلوبية فى الحقيقة صفة لاحقة للصور الحاكية عن الخارجيات إلّا انه يصح اتصاف الخارج بالمطلوبية ايضا ومنشؤه الاتحاد اللحاظى بين المرآة والمرئى ، وليس توصيف الخارج بالمطلوبية مبنيا على المسامحة بل ذلك توصيف حقيقى ، وان كان منشائه الاتحاد المرآتى بين الصورة المتعلقة للطلب وبين ما بازائها من الخارجيات ، اذ ربما يكون دائرة التوصيف اوسع من دائرة العروض ، مثل التجارة فان عروضها على التاجر لا يكون إلّا حيث يتلبس بحرفة التجارة ، إلّا ان توصيفه بالتاجرية لا يبتنى على ذلك فانه يقال للانسان تاجر وان كان نائما غير متشاغل بالتجارة وقس على ذلك المجتهد والقاضى وامثال ذلك.
والقول : بأن المراد من المبدإ هنا ملكة التجارة والاجتهاد وغيره ولم تنفك عنه الملكة.
شطط من الكلام وإلّا لكان يجوز اطلاق التاجر لصاحب الملكة وان لم يكن قد زاول التجارة فى شىء من عمره وكان يتشاغل فى طلب العلم فى تمام عمره والتالى باطل قطعا فالمقدم مثله.
والحاصل انه انا نجد بالوجدان والعيان توسعة حقيقية للتوصيف دون العروض فكان بحق علينا تثليث القسمة فى الاوصاف ونقول : ان منها ما يكون ظرف عروضها واتصافها الذهن خاصة وذلك مثل النوعية والجنسية فأنهما انما يلحقان الماهية وصفا وعروضا باعتبار لحاظها فى الذهن ، ومنها ما يكون ظرف عروضها واتصافها الخارج خاصة وذلك مثل الحرارة والبرودة فأنهما انما يعرضان الشىء بعد وجوده فى الخارج ولا يوصف بهما الا الموجود الخارجى ، ومنها ما يكون طرف عروضها الذهن وظرف اتصافها الخارج ، وذلك مثل الطلب والعلم اللذين هما منشأ انتزاع المطلوبية المعلومية ، فان