وفي التهذيب أيضا : وأنسأته الدّين : إذا أخّرته ، واسم ذلك الدين النسيئة (١).
وفي العباب : نسأت الشيء نسأ : أخّرته ، ونسأ الله فى أجله ، ونسأته البيع : بعته بنسيئة ، ونسأت عنه دينه نساء بالفتح والمد وكذلك النّساء في العمر.
وفي هذا المدار دارت باقي المعاجم اللغوية ، حيث ذكرت النسيء والنسيئة والنّساء ذكرتها مبعثرة غير منظّمة تارة في خصوص تأخير الدين ، وأخرى عند مطلق التأخير ، ثمّ إنّهم قد يذكرون ـ كما عرفت ـ في الأثناء تنقيح أنّ « النسيء » مصدر أو اسم مصدر. فهم إذن يذكرون بعض أسماء المصادر لا كلّها ، وذكرهم لها مبعثر يحتاج استقصاؤه إلى قراءة كل المادة اللغوية « نسأ » ، ثمّ إن القارئ ليعيا حتّى يقف على أنّ النّسيء والنساء مصدران أو اسما مصدرين ، وذلك كله ما لا تجده في الطراز ، حيث إنه جمع أسماء المصادر وأشار إلى ما قيل إنّها أسماء مصدر ، وذلك كلّه في محلّه وهو تأخير الدّين ، هذا ناهيك عن أنّ « النّسأة كهجرة » لم تذكر في أيّ من المعاجم اللغوية المتداولة وامهات الأسفار المشهورة.
* وفي مادة « هتأ » قال : « ومضى من الليل هتء كفلس ويكسر ، وهتأة كهضبة ، وهتيء كأمير ، وهتاء ككتاب ، وهيتئ كزبرج ، وهيتاء كغربال : أي جانب ».
وهذه اللّغات مذكورة في معاجم اللغة إمّا جلّها واكثرها كما في القاموس واللسان أو بعضها كما في سائر المصادر ، لكنّها كلّها لم تذكر « هيتئ كزبرج » (٢) ، مع أنّ صاحب المنجد ذكر هذه اللغة ، فالسيّد المصنف وكما ذكرنا كان حريصا على لم شتات اللّغات وجمع متفرقاتها وذكرها في مكان واحد.
__________________
(١) التهذيب ١٣ : ٨٤.
(٢) وذكر بدلها في القاموس واللسان « هيتأ كدرهم » فكأنّ السيّد المصنف يرى أنّها كزبرج وأنّ ما في القاموس واللسان غير ثابت عنده على الأقل.