ببيان حرفي التعدية المستعمل معهما الفعل وهما الباء و « من ».
ثمّ ذكر السيّد رحمهالله المصادر من الفعل « هزئ وهزأ » وجمعها في نسق واحد جمعا لم نره في معجم من المعاجم التي قبله ، فانهم ذكروا بعضها دون بعض.
ثمّ ذكر ثالثة أسماء المصادر الثلاثة منه ، فجمع الأفعال ، وما تتعدى به وتستعمل معه من حروف ، ثمّ ذكر المصادر ، ثمّ اسماء المصادر ، ذكرها كلّها مستقصاة مستقراة كاملة ، ليس عليها في مصادر اللغة مزيد ، بخلاف معاجم اللغة وقواميسها ، فانها ذكرت كل ذلك مبعثرا ، خالطة الأفعال وما تتعدى به ، ذاكرة المصادر واسماء المصادر مختلطة بعضها مع بعض ، هذا مع أنّهم لم يذكروا المصادر كلّها ولا اسماء المصادر كلها في مكان واحد ، بل هم في كل ذلك يذكرون البعض دون البعض ، أو يذكرون الكل مبعثرا دون فصل وتنسيق وترتيب لها ، وإليك بعض عباراتهم :
ففي العباب : وهزئت منه وبه ، عن الاخفش : هزءا وهزوءا : سخرت منه. وهزأت به أيضا هزءا ومهزأة ، عن أبي زيد ومهزؤة.
وفي الصحاح : الهزء والهزء : السخرية. تقول : هزئت منهه وهزئت به ، عن الأخفش. واستهزأت به ، وتهزّأت به ، وهزأتبه أيضا هزء ومهزأة عن أبي زيد.
وفي مفردات الراغب : الهزء مزح في خفية ... [ ثمّ قال بعد ثمانية اسطر ] .. يقال : هزئت به واستهزأت ، والاستهزاء ارتياد الهزء وإن كان قد يعبر به عن تعاطي الهزء ...
وفي مصباح الفيومي : هزئت به أهزأ ـ مهموز من باب تعب ، وفي لغة من باب نفع ـ : سخرت منه ، والاسم الهزء ، وتضم الزاي وتسكن للتخفيف أيضا وقرئ بهما في السبعة ، واستهزات به كذلك.