وهذا الذي ذكره السيّد المصنف هو خلاصة راي الإمامية في الآية الشريفة ، وجماع ما أتى عن أهل البيت في تفسيرها ، وفي استدلالهم بها على وجوب عصمة الإمام ، وأنّ من تلبس بالظلم ولو آنا ما فإنّه لا يصلح للإمامة ولا يناله العهد.
ففي الكافي مثلا ، بسنده عن الرضا عليهالسلام في حديث طويل ، قال : فقال تعالى : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) فقال الخليل عليهالسلام سرورا بها ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ، قال الله تبارك وتعالى : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة (١).
* وفي مادة « كثر » قال في الكتاب :
|
( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) هو الكثير من الخير ، أو نهر في الجنة لا يظمأ من شرب منه ابدا ، أو نهر فيها تتفجر منه الانهار ، أو نهر فيها أعطاه الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عوضا عن ابنه ، أو حوضه الذي ترد عليه امته يوم القيامة ، أو النبوة ، أو الكتاب ، أو الشفاعة ، أو كثرة الأصحاب والاتباع ، أو كثرة النسل والذرية ؛ فقد ظهرت الكثرة في نسله من ولد ابنته فاطمة عليهاالسلام ، حتّى لا يحصى عددهم ، واتصل إلى يوم القيامة مددهم ، وكلّ داخل في الخير الكثير. |
فشرحه للآيه بكثر النسل والذرية يوافق ما عن أهل البيت خصوصا بملاحظة تعبير قريش إياه بانه أبتر لا عقب له ، فعوّضه الله بالذرية من الزهراء عليهاالسلام ، وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « كل نسب وسبب منقطع إلى يوم القيامة الا نسبي وسببي ». وهذا التفسير موافق للغة والاحاديث وشان النزول. وقد اغفلته كتب اللغة ، مقتصرة على ذكر باقي
__________________
(١) الكافي ١ : ١٩٩. وانظر الكافي ٢ : ٦٠٠ كذلك.