ويشرح المثل بها.
* ففي مادة « حلأ » قال في المثل : « حلأت حالئة عن كوعها » أي قشرت قاشرة عن كوعها ؛ لأنّ المرأة الصناع ربّما استعجلت فقشرت اللحم عن كوعها ، يضرب لمن يتعاطى ما لا يحسنه ، ولمن أراد إصلاح أمر فأفسده بسوء رأيه (١).
وإذا قارنّا هذا الشرح المختصر الوافي بما قالوه في شرح هذا المثل تبين لنا مقدار الجهد العلمي الذي بذله السيّد المصنف في تلخيص معناه وشرحه بأقرب عبارة وأوضحها.
قال الميداني في شرح هذا المثل : الحالئة المرأة تحلأ الأديم ، أي تقشره ، يقال : حلأت الجلد ، إذا أزلت تحلئه ، وهو قشوره ووسخه. والمرأة الصناع ربّما استعجلت فحلأت عن كوعها. و « عن » من صلة المعنى ، كأنّه قال : قشرت اللحم عن كوعها. يضرب لمن يتعاطى ما لا يحسنه ، ولمن يرفق بنفسه شفقة عليها (٢).
وقال أبو هلال العسكري : يضرب مثلا في حذر الإنسان على نفسه ومدافعته عنها ، أي اتقى متّق على نفسه ، وأصله التي تحلأ الأديم فتصنعه على كوعها ثمّ تسحاه بالسكين ، فإن أخطأت قطعت كوعها (٣).
وقال الزمخشري : المرأة إذا حلأت الأديم ـ أي نزعت تحلئه. وهو باطنه ـ فخرقت قطعت الشفرة كوعها ، وإذا رفقت سلمت. فالمعنى أنّها جاورت بالحَلء كوعها فدافعت عنه.
ويروى حزّت حازّة [ وفي نسخة « م » من المستقصى : ويروى جرّت جارّة من
__________________
(١) المستقصى ٢ : ٦٤.
(٢) مجمع الأمثال ١ : ١٩٢.
(٣) جمهرة الأمثال ١ : ٢٥٥.