كوعها ، أي قطعت بعض كوعها ، يضرب في اشتغال الرجل بما هو فيه عن غيره ؛ لأنّ من حزّت كوعها شغلها ما هي فيه عن غيره ]. يضرب للمدافع عن نفسه.
وقال أبو عبيد في أمثاله : في باب حذر الإنسان على نفسه ومدافعته عنها : « حلئت حالئة عن كوعها » قال الاصمعي : وأصله أن تحلأ المرأة الأديم ـ وهو نزع تحلئه يعني باطنه ـ فإن هي رفقت سلمت ، وإن خرقت أخطأت فقطعت بالشفرة كوعها (١).
وفي زحمة هذا الاختلاف قال ابن منظور : وفي المثل في حذر الإنسان على نفسه ومدافعته عنها « حلأت حالئة عن كوعها » أي أنّ حلأها عن كوعها إنّما هو حذر الشفرة عليه لا عن الجلد ؛ لأنّ المرأة الصناع ربّما استعجلت فقشرت كوعها.
وقال ابن الأعرابي : حلأت حالئة عن كوعها ، معناه أنّها إذا حلأت ما على الإهاب أخذت محلأة من حديد ؛ فوها وقفاها سواء ، فتحلأ ما على الإهاب من تحلئه ؛ وهو ما عليه من سواده ووسخه وشعره ، فإن لم تبالغ المحلأة ولم تقلع ذلك عن الإهاب أخذت الحالئة نشفة ـ وهو حجر خشن مثقب ـ ثمّ لفّت جانبا من الإهاب على يدها ، ثمّ اعتمدت بتلك النّشفة عليه لتقلع عنه ما لم تخرج عنه المحلأة ، فيقال للذي يدفع عن نفسه ويحضّ على إصلاح شأنه ويضرب هذا المثل له ، أي عن كوعها عملت ما عملت ، وبحيلتها وعملها نالت ما نالت ، أي فهي أحقّ بشيئها وعملها ، كما تقول : عن حيلتي نلت ما نلت ، وعن عملي كان ذلك. قال الكميت :
كحالئة عن كوعها
وهي تبتغي |
|
صلاح اديم
ضيّعته وتعمل |
__________________
(١) الأمثال لأبي عبيد : ٢٢١.