وقال الأصمعي : أصله ان المرأة تحلأ الاديم ـ وهو نزع تحلئه ـ فإن هي رفقت سلمت ، وإن هي خرقت أخطأت فقطعت بالشفرة ، كوعها.
وروي عن الفراء : يقال : حلأت حالئة عن كوعها ، أي لتغسل غاسلة عن كوعها ، أي ليعمل كلّ عامل لنفسه ، قال : ويقال : اغسل عن وجهك ويدك ، ولا يقال : اغسل عن ثوبك ، انتهى (١).
وهكذا نرى اختلافهم في تفسير المثل قائما على قدم وساق ، وكذلك اختلافهم في ما يضرب له على وجوه ، ملخصها :
١ ـ لمن يتعاطى ما لا يحسنه.
٢ ـ لمن أراد إصلاح أمره فافسده بسوء رأيه. وهما قريبان من بعضهما.
٣ ـ لمن يرفق بنفسه شفقة عليها.
٤ ـ وفي حذر الإنسان على نفسه ومدافعته عنها ، وهما قريبان من بعضهما.
٥ ـ وفي اشتغال الرجل بما هو فيه عن غيره.
٦ ـ ليعمل كل عامل لنفسه.
ولهذا الاختلافات الكثيرة قال الزبيدي في التاج : ومنه المثل : « حلأت حالئة عن كوعها » لأن المرأة ربما استعجلت فقشرت كوعها ، والمحلأة آلتها ، وقيل في معنى المثل غير ذلك.
وقد أخذ السيّد المصنف هنا ظهور المثل في المعنيين الأول والثاني ، واللذين يرجعان إلى معنى واحد ، وأعرض عن باقي التكلفات والتطويلات التي لا طائل منها في شرح هذا المثل.
__________________
(١) لسان العرب : مادة حلأ.