المنهج الاستدراكيّ النقديّ في اللغة
تقدّمت الإشارة إلى المعنى بهذا المنهج ، والمراد منه هو استدراك ما فات على المعاجم السابقة من اللغات العربية والمعربّة والحقيقية والمجازية ، والفصحى وغيرها ، وذكر اسماء الأماكن والاعشاب والادوية وغيرها ، وإثبات ذلك في محالّه من الأبواب والفصول اللغوية ، كما علمت بأنّ المراد من النقد هو التنبيه على ما وقع لهم من الأغلاط والتصحيفات ، ونقل ما هو غير ثابت ، وما هو من غلط العوام وأشباهها من الوجوه التي تستدعي التوقف عندها والنقد لها ، خصوصا مع بعد الزمان عن اللغة الأمّ وابنائها ، مما يزيد في مثل تلك الأغلاط والأوهام.
وقد صرّح المؤلف في مقدمة ( الطراز ) بأنّه أودع كتابه ما لم تحوه المعاجم المتداولة ، وإنّه فاقها بالاستدراك والانتقاء والنقد فقال :
|
« على أنّك أيها الفطن الألمعي ، واللقن اللوذعي ، إذا وعيت ما أوعيت ، وفليت ما أمليت ، رأيته قد حوى ما لم تحوه البحور المحيطة ، وخيطت شواكله على ما خلت عنه المهارق البسيطة ... ». |
ثمّ راح يذكر الجمهرة والصحاح والمحكم والعباب والتهذيب والمجمل ولسان العرب والقاموس ، ويبين ميزة طرازه عليها ، وهذا ما عنيناه بالمنهج الاستدراكي ، فإنه استدرك على هذه المعاجم الكثير مما خلت عنه كما ستقف عليه لاحقا ، واودع معجمه ما يروق ويحسن ، وتستعذب جنا عذباته الالسن ، إلى غير ذلك من النكت والملح ونخب الموضوع والمصطلح ، مع التقصي في البيان والتبيين.