جابر بن عبد الله (١) ، فوصفه بالعلم ، فقال له رجل : جعلت فداك ، تصف جابرا بالعلم ، وأنت أنت ، فقال : إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) (٢) [القصص : ٨٥] ، وقال إياس بن معاوية (٣) : مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا ، وليس عندهم مصباح ، فتداخلتهم روعة (٤) لا يدرون ما في الكتاب ، ومثل الذي يعلم التفسير كرجل جاءهم بمصباح فيقرءوا ما في الكتاب (٥) ، وقال ابن عبّاس : الذي يقرأ ، ولا يفسر كالأعرابيّ الذي يهذّ (٦) الشّعر (٧) ، وقال مجاهد : أحبّ الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل الله (٨) ، وقال الحسن :
__________________
ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح ، رابع الخلفاء الراشدين ، وزوج فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووالد الحسن والحسين ، وهو غني عن التعريف ، فاضت بذكره كتب التواريخ والسير ، قتل في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة (٤٠).
ينظر ترجمته في : «أسد الغابة» (٤ / ٩١) ، «الإصابة» (٤ / ٢٦٩) ، «تجريد أسماء الصحابة» (١ / ٣٩٢) ، «الاستبصار» (٣٩٠) ، «تاريخ الخلفاء» (١٦٦) ، «الطبقات الكبرى» (٩ / ١٣٧) ، «التاريخ الصغير» (١ / ٤٣٥) ، «الجرح والتعديل» (٦ / ١٩١) ، «حلية الأولياء» (٢ / ٨٧) ، «تهذيب الكمال» (٢ / ٩٧١) ، «تهذيب التهذيب» (٧ / ٣٣٤)
(١) هو : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة أبو عبد الله. وقيل : أبو عبد الرحمن الأنصاري السلمي شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي ، ومن فضائله قال : استغفر لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة. يعني بقوله : ليلة البعير ؛ أنه باع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعيرا ، واشترط ظهره إلى المدينة ، وكان في غزوة لهم. توفي سنة ٧٤٠ وقيل ٧٧ وكان عمره : ٩٤ سنة. ينظر ترجمته في : «أسد الغابة» (١ / ٣٠٧) ، «الإصابة» (١ / ٢٢٢) ، «تجريد أسماء الصحابة» (١ / ٧٣) ، «الاستيعاب» (١ / ٢١٩) ، «الطبقات الكبرى» (٣ / ٥٦١) ، «الاستبصار» (١٥١) ، «التاريخ الكبير» (٢ / ٢٠٧) ، «التاريخ الصغير» (١ / ٢١ ، ١١٥) ، «الجرح والتعديل» (٢ / ٢٠١٩) ، «تهذيب الكمال» (١ / ١٧٩)
(٢) ذكره ابن عطية الأندلسي في «تفسيره» (١ / ٤٠)
(٣) إياس بن معاوية بن قرة المزني ، أبو وائلة البصري ، القاضي. عن أبيه ، وأنس ، وابن المسيب. وعنه الأعمش ، وأيوب ، والحمادان. وثقه ابن سعد وابن معين. قال إياس : من عدم فضيلة الصدق فقد فجع بأكرم أخلاقه. وقال : كل ديانة أسست على غير ورع فهي هباء. قال خليفة : مات ب «واسط» سنة اثنتين وعشرين ومائة.
ينظر : «خلاصة تهذيب الكمال» (١ / ١٠٨) ، «تهذيب التهذيب» (١ / ٣٩٠) ، «تقريب التهذيب» (١ / ٨٧) ، و «الكاشف» (١ / ١٤٤) ، «طبقات ابن سعد» (٧ / ٢٣٤)
(٤) الرّوعة : الفزعة. ينظر : «لسان العرب» ١٧٧٧.
(٥) ابن عطية (١ / ٤٠)
(٦) الهذّ : سرعة القراءة ، ومنه : هذّ القرآن يهذّه هذّا. ينظر : «لسان العرب» ٤٦٤٣.
(٧) ينظر : «المحرر الوجيز» لابن عطية الأندلسي (١ / ٤٠)
(٨) ينظر : «المحرر الوجيز» (١ / ٤٠)