تنبيهات
[التنبيه] الأوّل :
هل الأحكام الوضعيّة ممكن الجعل بإنشاء أنفسها استقلالا كالأحكام التكليفيّة أو أنّها منتزعة من الأحكام التكليفيّة؟
وعلى كلّ حال فهي من الأمور الجعليّة الحاصلة بالإنشاء دون الأمور التكوينيّة ، إنّما البحث في أنّ جعلها يكون بإنشائها بلا واسطة ، أو يكون بإنشاء التكاليف ، فتبعد عن الإنشاء بواسطة واحدة ؛ إذ بالإنشاء ينجعل التكليف ، وينتزع منه التكليف ، ثمّ من التكليف ينتزع الوضع ، فيصير الوضع مجعولا بالتّبع وبواسطة جعل التكليف.
وتحقيق حقيقة الحال يكون في طيّ أمور :
الأوّل : فيما هو المراد من الجعل في المقام.
الثاني : في معنى الانتزاع.
الثالث : في أنّ إطلاق الحكم على الأحكام الوضعيّة بأيّ معنى يكون من معاني الحكم؟
الرابع : في وجه توصيفها بالوضعيّة.
[الأمر الأوّل] : فاعلم أنّ المراد من الجعل في المقام ليس هو الجعل بمعنى التكوين في الخارج ؛ فإنّ الأحكام التكليفيّة ليست مجعولة بهذا المعنى فضلا عن الوضعيّة ، بل هي إمّا نفس الإرادة القائمة بنفس المولى ـ كما هو الحقّ ـ أو منتزعة من قول «افعل» و