صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : جلس ناس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينتظرونه ، فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، فسمع حديثهم وإذا بعضهم يقول : عجبا (١) إن الله اتخذ من خلقه خليلا! فإبراهيم خليله ، وقال آخر : ماذا بأعجب من أن الله كلم موسى تكليما. وقال آخر :
فعيسى روح الله وكلمته. وقال آخر : آدم اصطفاه الله. فخرج عليهم فسلم وقال : «قد سمعت كلامكم وعجبكم إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى كليمه وهو كذلك وعيسى روحه وكلمته ، وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وإني حبيب الله ولا فخر ، ألا وإني أول شافع وأول مشفع ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلقة باب الجنة فيفتحه الله فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ، وأنا أكرم الأولين والآخرين يوم القيامة ولا فخر» (٢).
هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وله شواهد من وجوه أخر والله أعلم.
وروى الحاكم في مستدركة من حديث قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : أتنكرون أن تكون الخلة لإبراهيم؟ والكلام لموسى؟ والرؤية لمحمد؟ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمود بن خالد السلمي ، حدثنا الوليد ، عن إسحاق بن يسار قال : لما اتخذ الله إبراهيم خليلا ألقى في قلبه الوجل حتى إن كان خفقان قلبه ليسمع من بعد كما يسمع خفقان الطير في الهواء.
وقال عبيد بن عمير : كان إبراهيم عليهالسلام يضيف الناس ، فخرج يوما يلتمس انسانا يضيفه فلم يجد أحدا يضيفه ، فرجع إلى داره فوجد فيها رجلا قائما ، فقال : يا عبد الله ما أدخلك داري بغير إذني؟ قال : دخلتها بإذن ربها. قال : ومن أنت؟ قال : أنا ملك الموت ، أرسلني ربي إلى عبد من عباده ، أبشره بأن الله قد اتخذه خليلا. قال : من هو؟ فو الله إن أخبرتني به ثم كان بأقصى البلاد لآتينه ؛ ثم لا أبرح له جارا ؛ حتى يفرق بيننا الموت. قال. ذلك العبد أنت.
قال : أنا! قال : نعم. قال : فبم اتخذني ربي خليلا؟ قال بأنك (٣) تعطي الناس ولا تسألهم.
رواه ابن أبي حاتم.
وقد ذكره الله تعالى في القرآن كثيرا في غير ما موضع بالثناء عليه والمدح له ، فقيل : إنه مذكور في خمسة وثلاثين موضعا ، منها خمسة عشر في البقرة وحدها.
وهو أحد أولي العزم الخمسة المنصوص على أسمائهم تخصيصا من بين سائر الأنبياء في آيتي الأحزاب والشورى ، وهما قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ
__________________
(١) م : عجب.
(٢) الحديث ضعيف.
فيه : زمعة بن صالح الجندي ، نزيل مكة ، أبو وهب ، ضعيف ، وحديثه عند مسلم مقرون ، من السادسة. م / مدت س ق. تقريب التهذيب (١ / ٢٦٣ / ٦٥).
(٣) و : إنك.