وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) ، وقوله : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ؛ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الآية.
ثم هو أشرف أولى العزم بعد محمد صلىاللهعليهوسلم.
وهو الذي وجده عليهالسلام في السماء السابعة مسندا ظهره بالبيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم. وما وقع في حديث شريك ابن أبي نمير عن أنس في حديث الإسراء ، من أن إبراهيم في السادسة وموسى في السابعة ، فمما انتقد على شريك في هذا الحديث. والصحيح الأول.
وقال أحمد ؛ حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا محمد بن عمرو ، حدثنا أبو سلمة ، عن أبي هريرة قال ؛ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ، يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل الرحمن» (١).
تفرد به أحمد.
ثم مما يدل على أن إبراهيم أفضل من موسى الحديث الذي قال فيه :
«وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلى الخلق كلهم حتى إبراهيم» (٢).
رواه مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
وهذا هو المقام المحمود الذي أخبر عنه صلوات الله وسلامه عليه بقوله : «أنا سيد ولد آدم
__________________
(١) حديث صحيح.
رواه أحمد في مسنده (٢ / ٣٣٢ / حلبي) وتمامه «... عزوجل وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني الداعي لأجبته إذ جاء الرسول فقال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد وما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة من قومه». أ. ه وهكذا رواه الترمذي في سننه (٤٨ / ١٣ / ٣١١٦). ورواه البخاري مختصرا من طريق ابن عمر (٦٠ / ١٩ / ٣٣٩٠). وأحمد أيضا من طريق ابن عمر في مسنده (٢ / ٩٦ / حلبي).
(٢) الحديث رواه مسلم في صحيحه (٦ / ٤٨ / ٢٧٣) من حديث طويل ونصه :
«عن أبي بن كعب قال : كنت في المسجد فدخل رجل يصلي. فقرأ قراءة أنكرتها عليه. ثم دخل آخر. فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه. ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقرأ. فحسن النبي صلىاللهعليهوسلم شأنهما. فسقط في نفس التكذيب. ولأني إذ كنت في الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما قد غشيني ضرب في صدري. ففضت عرقا. وكأنما أنظر إلى الله عزوجل فرقا. فقال لي : «يا أبي! أرسل إلى : أن أقرأ القرآن على حرف. فرددت إليه : أن هون على أمتي. فرد إلى الثانية : اقرأه على حرفين. فرددت إليه : أن هون على أمتي. فرد إلى الثالثة : اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألينها فقلت : اللهم! اغفر لأمتي. اللهم أغفر لأمتي. وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلى الخلق كلهم. حتى إبراهيم عليهالسلام» أ. ه.
وكذلك رواه أحمد في مسنده (٥ / ١٢٧ ، ١٢٩ / حلبي).