وهو غريب جدا ، وقد ضعفه الخطيب البغدادي.
* * *
وقولهم : (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) هذا من كفرهم البليغ ، وعنادهم الشنيع ، حيث قالوا : (ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ) أي ما نفهمه ولا نعقله ، لأنه لا نحبه ولا نريده ، وليس لنا همة إليه ، وإقبال عليه.
وهو كما قال كفار قريش لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ ، وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ ، فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ).
وقولهم : (وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً) أي مضطهدا مهجورا. (وَلَوْ لا رَهْطُكَ) أي قبيلتك وعشيرتك فينا (لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ).
(قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ) أي تخافون قبيلتي وعشيرتي وتراعوني بسببهم ، ولا تخافون عذاب الله ولا تراعوني لأني رسول الله؟ فصار رهطي أعز عليكم من الله (وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) أي جانب الله وراء ظهوركم (إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) أي هو عليم بما تعملونه وما تصنعونه ، محيط بذلك كله ، وسيجزيكم عليه يوم ترجعون إليه.
(وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ* مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ).
هذا أمر تهديد ووعيد أكيد ، بأن يستمروا على طريقتهم ومنهجهم وشاكلتهم ، فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ، ومن يحل عليه الهلاك والبوار (مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) أي في هذه الحياة الدنيا (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) أي في الآخرة (وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ) أي مني ومنكم فيما أخبر وبشر وحذر.
(وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) هذا كقوله : (وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا ، فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ.)
[٧ / الأعراف : ٨٧]
* * *
(قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا قالَ أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ* قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها ، وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا ، وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ.)
[٧ / الأعراف : ٨٨ ، ٨٩]