سمته «نيفتالي». فعمدت عند ذلك «ليا» فوهبت جاريتها «زلفى» من يعقوب عليهالسلام فولدت له : جاد ، وأشير ، غلامين ذكرين ثم حملت «ليا» أيضا فولدت غلاما خامسا منها وسمته «إيساخر» ثم حملت وولدت غلاما سادسا سمته «زابلون. ثم حملت وولدت بنتا سمتها «دينار» فصار لها سبعة من يعقوب.
ثم دعت الله تعالى «راحيل» وسألته أن يهب لها غلاما من يعقوب فسمع الله نداءها وأجاب دعاءها ، فحملت من نبي الله يعقوب ، فولدت له غلاما عظيما شريفا حسنا جميلا سمته «يوسف».
كل هذا وهم مقيمون بأرض حران ، وهو يرعى على خاله غنمه بعد دخوله على البنتين ست سنين أخرى ، فصارت مدة مقامه عشرين سنة.
فطلب يعقوب من خاله «لابان» أن يسرحه ليمر إلى أهله ، فقال له خاله : إني قد بورك لي بسببك فسلني من مالي ما شئت. فقال : تعطيني كل حمل يولد من غنمك هذه السنة أبقع ، وكل حمل ملمع أبيض بسواد ، وكل أملح ببياض ، وكل أجلح أبيض من المعز فقال : نعم.
فعمد بنوه فأبرزوا من غنم أبيهم ما كان على هذه الصفات من التيوس ، لئلا يولد شيء من الحملان على هذه الصفات. وساروا بها مسيرة ثلاثة أيام عن غنم أبيهم.
قالوا : فعمد يعقوب عليهالسلام إلى قضبان رطبة بيض من لوز ولب ، فكان يقشرها بلقا ، وينصبها في مساقي الغنم من المياه ، لتنظر الغنم اليها فتفزع وتتحرك أولادها في بطونها ، فتصير ألوان حملانها كذلك.
وهذا يكون من باب خوارق العادات ، وينتظم في سلك المعجزات.
فصار ليعقوب عليهالسلام أغنام كثيرة ودواب وعبيد ، وتغير له وجه خاله وبنيه ، وكأنهم انحصروا منه.
وأوحى الله إلى يعقوب أن يرجع الى بلاد أبيه وقومه ، ووعده بأن يكون معه ، فعرض ذلك على أهله فأجابوه مبادرين إلى طاعته ، فتحمل بأهله وماله ، وسرقت راحيل أصنام أبيها.
فلما جاوزوا وتحيزوا عن بلادهم ، لحقهم «لابان» وقومه ، فلما اجتمع لابان بيعقوب عاتبه في خروجه بغير علمه ، وهلا أعلمه فيخرجهم في فرح ومزاهر وطبول ، وحتى يودع بناته وأولادهن ، ولم أخذوا أصنامه معهم؟
ولم يكن عند يعقوب علم من أصنامه ، فأنكر أن يكونوا أخذوا له أصناما. فدخل بيوت بناته وإمائهن يفتش فلم يجد شيئا ، وكانت راحيل قد جعلتهن في برذعة الجمل وهي تحتها ، فلم تقم ، واعتذرت بأنها طامث. فلم يقدر عليهن.