(نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [من أي](١) هذا كله من جزاء الله وثوابه للمؤمن ، مع ما يدخر له في آخرته من الخير الجزيل والثواب الجميل.
ولهذا قال : (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ).
ويقال إن قطفير زوج زليخا كان قد مات ، فولاه الملك مكانه وزوجه امرأته زليخا ، فكان وزير صدق.
وذكر محمد بن إسحاق أن صاحب مصر ـ الوليد بن الريان ـ أسلم على يدي يوسف عليهالسلام. فالله أعلم. وقد قال بعضهم :
وراء مضيق الخوف متسع الأمن |
|
وأول مفروح به غاية الحزن (٢) |
فلا تيأسن ، فالله ملك يوسفا |
|
خزائنه بعد الخلاص من السجن |
(وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ* وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ* فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ* قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ* وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.)
[١٢ / يوسف : ٥٨ ـ ٦٢]
يخبر تعالى عن قدوم إخوة يوسف عليهالسلام إلى الديار المصرية يمتارون طعاما ، وذلك بعد إتيان سني الجدب وعمومها على سائر العباد والبلاد.
وكان يوسف عليهالسلام إذ ذاك الحاكم في أمور الديار المصرية دينا ودنيا. فلما دخلوا عليه عرفهم ولم يعرفوه ؛ لأنهم لم يخطر ببالهم ما صار إليه يوسف عليهالسلام من المكان والعظمة ، فلهذا عرفهم وهم له منكرون.
وعند أهل الكتاب : أنهم لما قدموا عليه سجدوا له فعرفهم ، وأراد ألا يعرفوه فأغلظ لهم في القول ، وقال : أنتم جواسيس ، جئتم [لنا](٣) لتأخذوا خير بلادي. فقالوا : معاذ الله ، وإنما جئنا نمتار (٤) لقومنا من الجهد والجوع الذي أصابنا ، ونحن بنو أب واحد من كنعان ، ونحن أثنا عشر رجلا ذهب منا واحد ، وصغير عند أبينا. فقال : لا بد أن أستعلم أمركم. وعندهم : أنه حبسهم ثلاثة أثام ثم أخرجهم ، واحتبس شمعون عنده ليأتوه بالأخ الآخر. وفي بعض هذا نظر.
__________________
(١) من : و.
(٢) و : آخر الحزن.
(٣) من : و.
(٤) و : لنتمار.