وفي ذلك قال : (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى.)
[٥٣ / النجم : ٥٧]
وفي ذلك قال : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)
[٧ / الأعراف : ١٠٢]
رواه الأئمة : عبد الله بن أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه ، في تفاسيرهم من طريق أبي جعفر ، وروى عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة والسدي ، وغير واحد من علماء السلف بسياقات توافق هذه الأحاديث.
* * *
وتقدم أنه تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم امتثلوا كلهم الأمر الإلهي ، وامتنع إبليس من السجود له حسدا وعداوة له ، فطرده الله وأبعده وأخرجه من الحضرة الإلهية ونفاه عنها ؛ وأهبطه إلى الأرض طريدا ملعونا شيطانا رجيما.
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، ويعلي ومحمد ابنا (١) عبيد ، قالوا حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي يقول : يا ويله ، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار» (٢).
رواه مسلم من حديث وكيع وأبي معاوية عن الأعمش به.
ثم لما أسكن آدم الجنة التي أسكنها ، سواء ، أكانت في السماء أم (٣) في الأرض على ما تقدم من الخلاف فيه ، أقام بها هو وزوجته حواء عليهماالسلام ، ؛ يأكلان منها رغدا حيث شاءا ؛ فلما أكلا من الشجرة التي نهيا عنها سلبا ما كانا فيه من اللباس وأهبطا إلى الأرض. وقد ذكرنا الاختلاف في مواضع هبوطه منها.
واختلفوا في مقدار مقامه في الجنة : فقيل بعض يوم من أيام الدنيا ؛ وقد قدمنا ما رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعا : «وخلق آدم في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة» وتقدم أيضا حديثه عنه وفيه ـ يعني يوم الجمعة ـ خلق آدم وفيه أخرج منها.
فإن كان اليوم الذي خلق فيه أخرج فيه ـ وقلنا إن الأيام الستة كهذه الأيام ـ فقد لبث بعض
__________________
(١) و : حدثنا عبيد.
(٢) الحديث رواه مسلم في صحيحه (١ / ٣٥ / ١٣٣). ورواه ابن ماجة في سننه (٥ / ٧٠ / ١٠٥٢). ورواه أحمد في مسنده (٢ / ٤٤٣) ورواه السيوطي في الفتح الكبير (١ / ١٤١).
(٣) و : أو.