وقال قتادة : قال عيسى عليهالسلام : سلوني فإني لين القلب وإني صغير عند نفسي.
وقال إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال عيسى للحواريين : كلوا خبز الشعير واشربوا الماء القراح واخرجوا من الدنيا سالمين آمنين ، بحقّ ما أقول لكم إن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة ، وإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة ، وإن عباد الله ليسوا المتنعّمين ، بحقّ ما أقول لكم إن شركم عالم يؤثر هواه على علمه يودّ أن الناس كلهم مثله.
وروى نحوه أبي هريرة.
قال أبو مصعب عن مالك إنه بلغه أن عيسى كان يقول : يا بني إسرائيل عليكم بالماء القراح والبقل البرير وخبز الشعير (١) ، وإياكم وخبز البر فإنكم لن تقوموا بشكره.
وقال ابن وهب عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد قال : كان عيسى يقول اعبروا الدنيا ولا تعمروها ، وكان يقول : حب الدنيا رأس كل خطيئة ، والنظر يزرع في القلب الشهوة.
وحكى وهيب بن الورد مثله وزاد : ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويلا.
وعن عيسى عليهالسلام : يا بن آدم الضعيف اتق الله حيث ما كنت ، وكن في الدنيا ضيفا ، واتخذ المساجد بيتا ، وعلم عينك البكاء وجسدك الصبر وقلبك التفكير ، ولا تهتم برزق غد فإنها خطيئة.
وعنه عليهالسلام أنه قال كما إنه (٢) لا يستطيع أحدكم أن يتخذ على موج البحر دارا فلا يتخذ الدنيا قرارا.
وفي هذا يقول سابق البربري :
لكم بيوت بمستن السيوف وهل |
|
يبنى على الماء بيت أسه مدر! |
وقال سفيان الثوري : قال عيسى ابن مريم؟
لا يستقيم حب الدنيا وحب الآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء.
وقال إبراهيم الحربي عن داود بن رشيد ، عن أبي عبد الله الصوفي قال : قال عيسى : طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر ، كلما ازداد شربا ازداد عطشا حتى يقتله.
وعن عيسى عليهالسلام : إن الشيطان مع الدنيا ومكره مع المال (٣) وتزينه مع الهوى ، واستمكانه عند الشهوات.
وقال الأعمش عن خيثمة ، كان عيسى يضع الطعام لأصحابه ويقوم عليهم ويقول : هكذا فاصنعوا بالقرى.
__________________
(١) و : والخبز الشعير.
(٢) ليست في و.
(٣) م : وفكرة من المال.