وبه قالت امرأة لعيسى عليهالسلام : طوبى لحجر حملك ولثدي أرضعك. فقال : طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبعه.
وعنه : طوبى لمن بكى من ذكر خطيئته وحفظ لسانه ووسعه بيته.
وعنه : طوبى لعين نامت ولم تحدث نفسها بالمعصية وانتبهت إلى غير إثم.
وعن مالك بن دينار ، قال : مر عيسى واصحابه بجيفة فقالوا : ما أنتن ريحها فقال : ما أبيض أسنانها. لينهاهم عن الغيبة.
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا الحسين بن عبد الرحمن ، عن زكريا بن عدي قال : قال عيسى ابن مريم : يا معشر الحواريين ارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا
قال زكريا : وفي ذلك يقول الشاعر :
أرى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا |
|
ولا أراهم رضوا في العيش بالدون |
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما |
|
استغنى الملوك بدنياهم عن الدين |
وقال أبو مصعب عن مالك قال عيسى ابن مريم عليهالسلام : «لا تكثروا الحديث بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد عن الله ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب وأنظروا فيها كأنكم عبيد ، فإنما الناس رجلان معافى ومبتلي فارحموا أهل بلاء الله على العافية».
وقال الثوري : سمعت أبي يقول عن إبراهيم التيمي ، قال : قال عيسى لأصحابه : بحق أقول لكم : من طلب الفردوس فخبز الشعير والنوم في المزابل مع الكلاب كثير.
وقال مالك بن دينار قال عيسى : إن أكل الشعير مع الرماد والنوم على المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس.
وقال عبد الله بن المبارك : أنبأنا سفيان ، عن منصور ، عن سالم عن ابن الجعد ، قال : قال عيسى : اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم ، انظروا إلى [هذا](١) الطير تغدو وتروح [لا تحصد ولا ولا تحرث](٢) والله يرزقها ، فإن قلتم نحن أعظم بطونا من الطير فانظروا إلى هذه الأباقر (٣) من الوحوش والحمر فإنها تغدوا وتروح لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها (٤). [اتقوا فضول الدنيا فإن فضول الدنيا عند الله رجز](٥).
__________________
(١) في م ، و «هذه» محرفة.
(٢) في م ، و «لا تحصد ولا تحرث» محرفة.
(٣) في م ، و «الأباقير» محرفة.
(٤) ساقطة من م ، وقد أثبته من الحديث في الزهد لابن المبارك.
(٥) الحديث رواه ابن المبارك في الزهد (١ / ٢٩١ / ٨٤٨). ومالك في الموطأ (٣ / ١٥٠).