الانحصار بحسب نفس الأمر فى فرد بعينه.
فإذن ، قد استبان أنّه لا وحدة وتريّة لممكن ما على الحقيقة أصلا ، بل إنّما بالإضافة فقط ، إذ الطبيعة المحصورة فى شخصيّة بعينها أوحد وأوتر من الّتي هى ذات بشخصيّات جمّة ، كما أنّه لا بساطة وواحديّة له على الحقيقة ، بل إنّما بالإضافة فقط.
فإذن ، ليس فى عالم الإمكان إلاّ التّأحّد والاتّحاد دون الأحديّة والوحدة ؛ فإنّ مبدع الحقائق وجاعل الماهيّات وفاعل الطّبائع وخالق الإنيّات قد استأثر بالبساطة والأحديّة والوحدة والوتريّة ، ثمّ أفاض من ظلّ أحديّته البسيطة التأحّد والبساطة بالإضافة على كلّ من طبائع الأجناس العالية وفصولها وعلى كلّ من حصص طبيعة الوجود العارضة لها.
ثمّ أنواع المفارقات العقليّة دونها فى التّأحّد ؛ فإنّها بسيطة بالقياس إلى المركّبات الخارجة وإن كانت مؤلّفة بالقياس إلى طبائع الأجناس العالية والفصول وطبيعة الوجود. كما أنّ طبيعة الجنس العالى بسيطة (٩١) بالإضافة إلى ما تحتها ، وهو النّوع المفارق العقلىّ ؛ ومؤلّفة بالقياس إلى ما فوقها ، وهو ينبوع الحقائق ومبدعها وفاعل الماهيّات وجاعلها. وكذلك طبيعة الفصل فى الوضعين.
وطبيعة الوجود المنتزع من الماهيّة أيضا بسيطة بالإضافة إلى حقيقة نوع العقل ، وبالإضافة إلى حصّة منه منتزعة من ذلك النّوع منتسبة فى اللّحاظ التّحليلىّ إلى كلّ من جنسه وفصله ؛ ومؤلّفة بالقياس إلى الوجود الحقّ القائم بذاته المتعالى عن الماهيّة المعروضة الّذي هو ربّ الوجودات وقيّوم الموجودات ، وأفاض من ظلّ وحدته الوتريّة الاتّحاد والتفرّد بالإضافة على الأشخاص المحتبس نوع كلّ منها فيه. ثمّ دون ذلك الشّخص فى الواحديّة كلّ من الهويّات الشّخصيّة من نوع ما متكثّر الأشخاص.
ثمّ الطّبيعة النّوعيّة الواحدة دون الهويّة الشّخصيّة فى الوحدة. ثمّ الطبيعة الجنسيّة الواحدة دون الطبيعة النّوعيّة الواحدة. وأبعد الهويّات الشّخصيّة من الوحدة