العدم الخارجىّ هو بطلان الذّات فى الخارج ، كما العدم الذّهنىّ بطلان الذّات فى الذّهن والعدم المطلق بطلان الذّات مطلقا.
فالذّات الباطلة فى الخارج كيف تقتضى ارتباط شيء بها بحسب الخارج؟ وهل يصحّ أن يقال : الذّات فى الخارج تقتضى أن تكون ذاتا فى الخارج راجحة الوجود.
ثمّ من يعزل النّظر عن أصل استحالة الأولويّة يقول ؛ لو كفت فى وقوع الوجود كانت الذّات مستفيدة الوجود من نفسها ؛ إذ لا معنى لمفيد الوجود إلاّ ما هو المبدأ لرجحان الوجود ، فيلزم أن يتقدّم على وجودها بالوجود وعلى رجحان وجودها برجحان الوجود.
<١٠> هتك وتزئيف
إنّ ما هديناك إليه بفضل اللّه ورحمته هو سواء السّبيل (١). وأمّا ملفّقات الأقوام فأكثرها مزيّفات النّظام. وأحقّ ما قد لفّق (٢) بأن يذكر هو أنّه لا يعقل احتمال تلك الأولويّة ؛ لأنّ ما يقتضي رجحان طرف فهو بعينه يقتضي مرجوحيّة الطرف المقابل ؛ لأنّ رجحان أحد الطرفين يستلزم مرجوحيّة الطرف الآخر ، للتّضايف بين الرّاجحيّة والمرجوحيّة. ومعيّة المتضائفين إنّما هى معيّة بالذّات ومرجوحيّة تستلزم امتناعه.
فلعلّ امتناع ترجيح المرجوح عند متوقّد الذّهن ليس ما دونه فى الظهور من أوائل الفطريّات ، وامتناعه يستلزم وجوب الطرف الرّاجح.
فإذن ، رجحان الوجود نظرا إلى الذّات يستلزم امتناع العدم بالنّظر إليها ، وهو يستلزم وجوب الوجود. فما فرض غير منته إلى حدّ الوجوب فهو منته إليه على ذلك التّقدير. فإذن قد ظهر الخلف.
ويزيّفه أنّه إذا كان اقتضاء رجحان طرف بعينه على سبيل الرّجحان يكون
__________________
(١). وأصله مذكور فى شرح مثير فتنة التشكيك لكتاب عيون الحكمة للشّيخ الرّئيس. لكن بعض من قد يسير مع حملة عرش التحقيق قد انتحله.
(٢). صاحب هذا التحقيق بعض من قد يسير مع من يحمل عرش التحقيق ، ونسبه إلى نفسه. منه ، ره.