(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) (١).
وينتهي الحمل وتأتي فترة الرضاعة ، وهذه تعتبر من الفترات الحساسة في نمو العلاقة بين الام والرضيع ، ولها أثر صحي كبير على مستقبل الطفل النفسي والصحي والعاطفي.
وقد خصّ القرآن هذه الفترة المهمة من حياة المرأة بآيات كثيرة لتكون دستورا أساسيا دائما ، تسير عليه وتأخذ به الامهات والآباء والمجتمعات.
(وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) (٢).
وتكبر المرأة ، والقرآن الكريم لا ينفك يتابعها بأسلوبه الرائع والأنساني ، ويوصي بها عند بلوغها الكبر أو عند ما لم تكن بقادرة على القيام بعمل ، وما ذا ينبغي علينا كي نوفر لها من حقوق عائلية واجتماعية وفاء لجميلها علينا؟ وكيف نتعامل معها خلال تلك المرحلة من عمرها الطويل بعد أن أعياها التعب وأفنت العمر الجميل ، وقدمت الغالي والنفيس في سبيل المجتمع والأولاد ، حيث سهرت الليالي وأرضعت الحليب ، وقدمت حياتها رخيصة في سبيل غيرها ، لتنشيء جيلا صالحا ينفع الاسرة والمجتمع؟
وعزّ من قال : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (٣).
(وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً. وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) (٤).
__________________
(١) سورة مريم : الآية ٢٥.
(٢) سورة البقرة : الآية ٢٣٣.
(٣) سورة لقمان : الآية ١٤.
(٤) سورة الاسراء : الآيات ٢٣ ـ ٢٤.