السمع في الدماغ.
ففي بعض الحالات تؤدي الموجات الصوتية العالية والسريعة إلى تمزق طبلة الاذن. وأثبتت الدراسات والاحصاءات الحديثة التي أجراها علماء الطب والبيئة أن الأصوات العالية والضوضاء لها تأثير مباشر على أعصاب الانسان وسلوكه النفسي ، وهي السبب الرئيسي في زيادة الأمراض النفسية والعصبية في الأماكن المكتظة بالسكان وذات المصانع الكثيرة
ولهذا وضعت الهيئات العالمية والمحلية المسؤولة عن شؤون البيئة والصحة الكثير من التعليمات والشروط التي تحد من ظاهرة الصوت والضوضاء ، لضمان بعض المستلزمات البيئية التي تهم راحة الانسان ، من قبيل استعمال المواد العازلة في السقوف عند بناء العمارات السكنية لامتصاص الصوت ، وتوزيع الأجهزة الواقية للاذن في المعامل ومراكز التجارب التي تحدث فيها أصوات عالية ، وقيامها بطبع الكثير من الكتب والمجلات والنشرات التي تعالج هذه الظاهرة وتوزيعها على الدول والجمعيات ، وخصوصا الدول النامية للاستفادة منها حاضرا ومستقبلا.
وهذا الاشعاع القرآني الذي جاءت به الآية الكريمة أنار الطريق لعلماء المسلمين وأطبائهم حاضرا ومستقبلا ، فما عليهم إلّا أن يأخذوا خطاب لقمان الحكيم لابنه بعين الاعتبار ، لأنه في الواقع خطاب عام موجه لكل المسلمين حتى يدركوا تأثير الصوت على صحة الانسان وبيئته.
وهنا يتجلى الاعجاز القرآني باعتباره السبّاق في وضع هذا القانون البيئي ، حين لفت أنظار المسلمين خاصة وسائر الناس عامة ، ونبهنا إلى علم الله تعالى بهذه المشكلة ، وما سيحدث عنها مستقبلا ، إذا تركت دون تخطيط أو حلول ، وهو ما حدث فعلا في الوقت الحاضر.
فيجدر بعلماء المسلمين ومفكريهم أن يولوا هذا الخطاب الرباني كل اهتمامهم ، وأن يشكروا الله ولقمان الحكيم على هذا الأرشاد البيئي والانساني العظيم.